«أقرع ونزهي».. مفردات الحارة المصرية
أقرع ونزهى.. مثل شعبي دارج يقال داخل الحارة المصرية ويطلق على الشخص محدود الإمكانيات غير أنه ينفق ما لديه حتى يقول الناس إنه كريم. لذا يشبهونه بالرجل الأقرع أى المصاب بالقرع فى رأسه ورغم ذلك يشترى الأمشاط التى لا يحتاجها من الأساس لأنه لا يملك شعرا كى يمشطه، ومعنى نزهى هى أنه يحب النزاهة وليس العيب فى النزاهة ولكن العيب فى عدم قدرته على متطلباتها، كما أنها لن تجعل الناس يرونه وجيها، ويمكننا أن نختار مثالا نطبق عليه هذه القاعدة أو هذا المثل الشعبى العتيق.
فإذا تخيلنا شخصا فقير الحال لا يجد قوت يومه ويعيش تحت حد الكفاف ويقترض من جيرانه كى يشترى ملابس مستوردة رغم أنه من الممكن أن يشترى ملابس عادية تتناسب مع وضعه المادي، فيقولون حين يرونه بتلك الملابس الفاخرة فلان أقرع ونزهى، ويمكننا أن نطبق هذا المثال على شخص يعمل في وظيفة بسيطة براتب متواضع وحين يعرض أهله عليه الزواج من جارته التى تناسبه فى الوضع الاجتماعي تجده ينفر من اقتراحهم وكأنهم سبوه أو قللوا من وضعه فيقول بتعالٍ أنا أخد فلانة أو أنا أتجوز من الحارة الرابش دى، يظهر إنكم مش عارفين قيمتى ده أنا موظف قد الدنيا، فنظرت إليه والدته وشدت نفسا عميقا وقالت بصوت مكتوم مكنتش فاكرة إنك بقيت رئيس وزرا، على رأى المثل أقرع ونزهى، ومن خلال ما عرضناه يمكننا القول إن الشخص الذى ينطبق عليه هذا المثل هو شخص متعجرف ويعطى نفسه قدرا أكبر من قدرها، وهو مقتنع تمام الاقتناع أنه فى درجة أعلى بكثير من الدرجة الحقيقية ويقيم لنفسه وزنا أكبر مما يستحق، لذا ينفر من الجميع ولا يقبل لهم رأيا ولا يرضى منهم المشورة وكأنهم أقل منه علما وفكرا وخبرة، وفى بعض الأحيان يتقبله المستفيدون منه حين يكون معه بعض المال الذى ينفقه عليهم كى يظهر أنه يملك من المال الكثير وهو فى الغالب تعويض لنقص يسكن ذاته.
جدير بالذكر أن السينما تناولت هذه الشخصية فى عدة أعمال منها على سبيل المثال على بيه مظهر، الذى قدمه الفنان محمد صبحي فى واحد من أهم أفلامه.
