رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قبة الحسنة» محمية جيولوجية تائهة بين البترول والبيئة (صور)

محمية  قبة الحسنة
محمية قبة الحسنة

تشتهر مصر بمعالمها الجيولوجيا المنتشرة في جميع محافظاتها من متاحف وجبال وهضاب ومحميات طبيعية، ورمال وثروات تعدينية لا حصر لها والتى لم يتم استغلال 25% منها حتى الآن، كما تعد مصر من أهم دول العالم فى الثروات التعدينية وجودتها، حيث تمتلك أكثر من 53 خامة تعدينية وجيولوجية بخلاف المحميات الطبيعية.

ومن ضمن هذه المعالم الجيولوجية المهمة محمية قبة الحسنة بمنطقة أبو رواش بمحافظة الجيزة، التى تعد واحدة من أهم المعالم الجيولوجية فى مصر، وما زال الجدل بين هيئة الثروة المعدنية التابعة لوزارة البترول، ووزارة البيئة قائم حتى الآن بشأن الانتفاع بها، ولم يتم استغلالها حتى الآن فى السياحة حتى بعد إعلانها رسميًا بأنها محمية طبيعية فى عام 1989، أو التعدين رغم وجود خامات تعدينية جيدة بها.

وقال الجيولوجى زكريا الدسوقى لـ"الدستور" أن منطقة وادي الحسنة بمحافظة الجيزة تعتبر أحد المعالم الجيولوجية المصرية، والتى تم إعلانها كمحمية طبيعية تسمى محمية قبة الحسنة، موضحا أن مساحتها تبلغ نحو 1 كيلومتر، كمحيمة جيولوجية وتقع بمنطقة أبو رواش فى نهاية وادى الحسنة، على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى على بعد 8 كم شمال غرب أهرامات الجيزة.

وأشار إلى أن المحمية تعتبر متحفًا ومعهدًا علميًا متخصصًا يساعد فى دراسة علوم الأرض والتراكيب الجيولوجية المختلفة، من طيات وفوالق كما يمكن مضاهاتها بالتراكيب المماثلة فى أماكن أخرى، كما تمثل المحمية تركيبا جيولوجيا معقدا، وهو جزء من تركيب أكبر معروف باسم تركيب أبو رواش، وللمحمية أهمية علمية وثقافية بالغة للمهتمين بدراسة علم الجيولوجيا فى شتى أنحاء العالم حيث تعتبر متحفا طبيعيا مفتوحا للحياة القديمة على سطح الأرض خلال عصر الطباشيرى العلوى، أى منذ نحو 100 مليون سنة مضت.

وقال "الدسوقى" إن المنطقة تتميز بأفضل الحفريات المرشدة التى تدل على البيئات القديمة، حيث يوجد حفريات مرشدة للحيوانات المرجانية ساعدت على تحديد عمر طبقات الصخور القديمة، ويرجع تركيب أبو رواش إلى عملية تحدب فى أواخر العصر الكريتاسى على شكل سلسلة متعاقبة من القباب والمقعرات ومحورها الأساسى يسير فى اتجاه الشمال الشرقى، وحولت المنطقة إلى جزيرة من الكريتاسى الأعلى ظلت مرتفعة حتى بعد أن غمرت مياه بحر الأيوسين المنطقة المحيطة كلها، ويعتقد أن الضغوط التى سببت هذا التحدب أتت من اتجاه الشمال الغربى (عمودى على محور الطيات)، حيث تعرضت المنطقة لعدد من الفوالق التى تأخذ اتجاه شمال غرب عمودى على محور الطيات، مما ساعد على زيادة وعورة تضاريس المنطقة، كما أن هذه الانكسارات كانت المنافذ التى تخللها طفح البازلت، خاصة منطقة تل الزلط.