رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بعد شائعة نقلها للمرض».. متطوعات ينقذن القطط المنزلية المُسربة

القطط المنزلية
القطط المنزلية

"هي القطط بتنقل كورونا؟"، "أسرتي عايزة ترمي القطة خايفين تجبلنا كورونا" أسئلة عديدة نُشرت وبكثرة على المجموعات الخاصة بتبني ورعاية الحيوانات الأليفة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وسط تخوفات من أن يكون هذا الحيوان سببًا في إصابة مُربيه بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وكان نتيجة لهذه التخوفات أن واجهت عشرات من الكلاب والقطط المنزلية مصيرها المحتوم بالتشرد في الشارع، دون التأكد من الاتهامات التي وجهت إليها بنقلها للفيروس. وفي مقابل هؤلاء الذين سارعوا بإلقاء حيواناتهم في الشارع، كان هناك الكثيرون ممن وهبوا حياتهم لإنقاذ بعض هذه المخلوقات.


أسماء: وهبت نفسي لإنقاذ الحيوانات من غير ما أحس

"فجأة لقيت نفسي في مسألة الإنقاذ دي من غير ما أحس" بهذه الكلمات بدأت "أسماء حمدي" حديثها عن تجربتها في إنقاذ القطط المنزلية من الشارع وأخذهم معها إلى منزلها منذ ما يقرب من عامين.

كانت البداية بسماعها صوتا يصدر لقطة من الجراج المجاور لمنزلها وعند البحث عنها وجدتها ووضعت لها بعض المياه وترددت عليها كثيرا لإطعامها، إلى أن عرفت القطة مكان منزلها فذهبت إليها بنفسها طلبًا للأكل، تقول أسماء: "وقتها شعرت أنها قطة متسربة لنظافتها وخوفها الشديد من الشارع فقررت أن أتبناها لتعيش معي في المنزل دائمًا".

وكانت القطة الثانية التي وجدتها "أسماء" أثناء مشوار لها، قطة صغيرة لم تتجاوز الشهرين من عمرها، وجدتها وحيدة تصدر صوت استغاثة، فسألت الموجودين بالشارع عن وجود أم لهذه القطة فأخبروها أنها وحيدة هكذا منذ عدة أيام، فلم تستطع تركها وأخذتها معها إلى منزلها "قلت هرحمها من بهدلة الشارع لسه صغيرة مش هتلاقي لا أكل ولا شرب لوحدها".

أسست "أسماء" صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك هدفها مساعدة حالات الإنقاذ من الحيوانات والتي تحتاج إلى الدعم والمساعدة؛ سواء بتوفير الطعام أو العلاج والسكن لها، إلى جانب تقديم التوعية المستمرة بأهمية احترام حقوق الحيوان والإنسان "لأن كلنا سواء أرواح تستحق الحب والاحترام".

تتمنى "أسماء" أن يأتي اليوم الذي تستطيع فيه إنشاء مركز إنقاذ للحيوانات لتوفير الرعاية الطبية والاهتمام بالحيوانات الأليفة، والتي لا تجد مأوى لها ولا تستطيع العيش في الشارع خاصة الذين كانوا يعيشون في المنازل.

 وفاء: أهلي قالولي القطط هتجيبلك كورونا

رغم كونها أمًا لثلاثة أطفال في مراحل مختلفة من الدراسة الابتدائية، إلا أن "وفاء عبدالوهاب" لم تستطع أن تتجاهل نظرات الاستغاثة التي رأتها في عينى قطة صغيرة لم يتجاوز عمرها الشهور الثلاثة، أثناء ذهابها لقضاء طلباتها، فأسرعت في التقاطها وأخذها معها إلى المنزل لرعايتها والاهتمام بها وتكرر الأمر معها إلى أن أصبح لديها ثلاث قطط تقتنيها في منزلها.

قالت "وفاء": "كنت دائمًا أشعر بالغيرة عندما أقرأ أن هناك أشخاصا أنقذوا قططًا كثيرة، وأتمنى أن أقوم بهذا الأمر كذلك، إلى أن تحققت رغبتي"، رغم تحذيرات أختها لها من إنقاذ القطط في هذه الظروف خوفًا من إصابة القطط بفيروس كورونا ونقل هذا الفيروس إلى أولادها إلا أنها قالت: "مستحيل أقدر أتخلى عنهم دي روح".

عشق "وفاء" للقطط ولد معها بالفطرة. فقبل زواجها كانت تعتني بـ12 قطة في منزل والديها، وأخذت منها البعض عقب زواجها، وباقي القطط "أسرتي طلعتهم تبني لعدم قدرتهم على رعايتهم"، مضيفة: "في البداية كان يخشى زوجي من القطط ولكن مع الوقت أصبح يحبهم مثلي وأطفالي كذلك وأصبحنا لا نستطيع العيش إلا بوجودهم معنا".

 خلود تحارب أسطورة "القطط بتجيب عقم للبنات وبتنقل كورونا"

محاولات عدة قامت بها "خلود صالح" طالبة كلية الحقوق، لإقناع والدتها باقتناء قطة لطالما رغبت فيها، إلا أن والدتها أصرت على رفضها التام بسبب "كانت تقول إن القطط غلط على البنات"، ولكن عزيمة "خلود" كانت أقوى حيث بدأت تبحث عن آراء الأطباء لتقنع ذويها بأن هذا المفهوم لدى الكثيرين غير صحيح إلى أن تمكنت من إقناع والدتها".

قالت "خلود": "بعد موافقتها والاتفاق على تربية القطة ظهر فيروس كورونا وبدأت والدتي ترى الكثيرين ممن يلقون قططهم خوفًا من الفيروس، فعادت إلى رفضها من جديد، وعادت محاولاتي لإقناعها مرة أخرى إلى أن نجحت".

بعد تصفح عدد من المجموعات الخاصة بالقطط على موقع الفيسبوك وجدت "خلود" قطة تم عرضها للتبني عمرها شهران تقريبًا، هنا سارعت في الاتفاق على تبنيها من أصحابها "لا أعلم سبب عرضهم لها للتبني في هذه السن الصغيرة، ولكن كانت جميلة وخفت عليها من مصير وحش زي ما بشوف على الجروبات".

بعد تبنيها للقطة لم تسلم "خلود" من الانتقادات التي وجهت لها "كالعادة كان الانتقاد الأكيد القطط بتجيب عقم للبنات وممكن تنقل أمراض للبنات ولازم أرميها وإزاي أتبنى قطة في وقت خطر زي دا ممكن تكون مصابة وأصحابها طلعوها تبني عشان كدا"، لكنها واجهت هذه الانتقادات بمزيد من الحب والاهتمام لقطتها.