رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد اختفائه.. «الدستور» تبحث عن عقار بنادول الأزرق بالصيدليات

بنادول الأزرق
بنادول الأزرق

اختفى عقار بنادول الأزرق من الأسواق خلال الأيام الماضية، الأمر الذي أثار هلع مرضى كورونا، خاصة أنه يستخدم ضمن بروتوكول علاج فيروس كورونا.

وفي جولة لـ«الدستور» بحثًا عن عقار بنادول الأزرق في الصيدليات، والأضرار الناتجة عن اختفائه من الأسواق، جاءت على النحو التالي.

- أصحاب الأمراض المزمنة تستغيث "كان المسكن الوحيد اللي بينفعنا"
قالت دعاء حسين، صاحبة الـ39 عاما، إنها تعاني من بعض المشاكل في الجهاز الهضمي والمعدة والتي تحتاج لتناول بعض المسكنات واعتادت طيلة فترة علاجها على تناول عقار بنادول الأزرق، خاصة أن الأنواع الأخرى من المسكنات تتسبب في حدوث بعض الآلام في معدتها.

تابعت: أنها تبحث منذ قرابة أسبوعين على عقار بنادول الأزرق في مختلف الصيدليات بأماكن متعددة إلا أنه دون جدوى حتى أنه غير متوفر بالأسواق السوداء، لافتا إلى أن هذا الأمر يشكل لها العديد من المتاعب والآلام.

"كان المسكن الوحيد اللي بينفعنا" بهذه الكلمات بدأت رضا علي البالغة من العمر 65 عاما حديثها، والتي أوضحت أنها كانت تعافت من فيروس سي منذ قرابة عام كامل، إلا أنه أصحاب الأمراض المزمنة غير مسموح لهم بتناول أى من المسكنات سوى باندول الأزرق خاصة أنه لا يسبب ألما للمعدة كالأنواع الأخرى من المسكنات المتداولة في الأسواق.

واستكملت حديثها، أن منذ جائحة كورونا وأصبح الحصول على عقار بانادول الأزرق من المستحيلات، وأن وجد في بعض الصيدليات يباع بأسعار مضاعفة وليس سعره الأصلي، مؤكدة استغلال بعض الصيدليات لتك الأزمة وتخزين كميات لبيعها بأسعار أعلى من سعرها المتداول في السوق.

- اختفاء بانادول الأزرق يثير ذعر مرضى العزل المنزلي
وعلى جانب آخر وهو الأخطر مرضى كورونا بالعزل المنزلي، والذين يسعون لتوفير كافة الأدوية الخاصة بالعزل داخل المنزل، وتقول رشا حسين، البالغة من العمر 32 عاما، أن والدتها أصيبت منذ أسابيع قليلة بفيروس كورونا وقامت بعزلها منزليا، لافتا إلى أن آلام المفاصل والجسد من أكثر الأعراض الشائعة لفيروس كورونا والتي تحتاج لمسكنات.

وتضيف أن كبسول بانادول الأزرق ضمن الأدوية التي أقرتها وزارة الصحة ضمن بروتوكول علاج فيروس كورونا، الأمر الذي جعل الإقبال يتزايد عليه خلال الفترات الماضية بشكل كبير، مشيرة إلى أنها استطاعت توفير الأدوية لوالدتها بشكل بالغ الصعوبة.

أكد عادل فكري، أن الأزمة لا تتمثل في اختفاء كبسول بانادول الأزرق بل أن كافة أدوية المناعة والفيتامينات بمختلف أنواعها أصبحت شبه معدومة في الصيدليات، الأمر الذي مثل ذعر لمرضى العزل المنزلي، والذي كان من ضمنهم منذ فترة قصيرة ولكنه تعافى، إلا أنه في الوقت الحالي أصبح العزل المنزلي أمر مخيف للمرضى.

واستكمل حديثه بأن العزل المنزلي كان في البداية يزيح من على عاتق المريض إلا أن المصابين الآن يتصارعون على العزل في المستشفى خوفا من عدم وجود علاج في الصيليات خلال فترة عزلهم بالمنزل، وهو الأمر الذي حدث بالفعل لبعض المرضى ولم يجدوا بعض الأدوية إلا بصعوبة بالغة، ولكن بانادول الأزرق لم يتوافر من الأساس بالصديليات.

- صيدلي ينفي سحب المادة الخام من المصنع
قال محمد أمين، أحد الصيادلة في منطقة الوراق التابعة لمحافظة الجيزة، البالغ من العمر 53 عاما، إن هناك إقبالا كبيرا على عقار بانادول الأزرق خلال الفترة الجارية بالتزامن مع جائحة فيروس كورونا، والذي انتشر في البلاد، لافتا إلى أنه منذ أن أعلنت وزارة الصحة أنه ضمن بروتوكول علاج كورونا والمواطنين الأصحاء منهم والمصابين انهالوا عليه أولا بأول.

تابع: أن لا صحة لما تداول من أخبار عن سحب وزارة الصحة الكميات الموجودة من العقار بالأسواق ولا سحب المادة الخام من المصنع، مؤكدا أن سبب اختفائه من الأسواق هو الإقبال الكبير على شرائه خلال الآونة الماضية.

ومن جانبه نفي محمد أيمن، أحد أصحاب الصيدليات، البالغ من العمر 45 عاما، سحب المادة الخام لعقار باندول الأزرق من الأسواق، لافتا إلى أنه له العديد من البدائل متواجدة بوفرة بالصديليات إلا أن تركيز المواطنين على بانادول الأزرق فقط خاصة بعد تأكيد وزارة الصحة على فاعليته، هو السبب الحقيقي لنفاذه من الأسواق وبدء تداوله في السوق السوداء ولكن بأسعار مضاعفة عن سعره الحقيقي.

ويضيف أيمن أن الحصول على بانادول الأزرق تحديدا أصبح من الأمور الصعبة على المواطنين الأصحاء والمصابين علاوة على الصيدليات، ففي الوقت التي تتضاعف فيها الشركة المنتجة الكميات التي تطرحها في السوق، هناك الآلاف الأشخاص يبحثون عن الكبسول لشراء كميات مناسبة بحاجة ودون حاجة.

وطالب جميع الصيادلة في مختلف الأماكن توخي الحظر وعدم صرف أدوية علاج فيروس كورونا لغير المصابين والتأكد من التحاليل والإشعات وذلك من أجل الحفاظ على سلامة العامة، وعلى ناحية أخرى طالب المواطنين بشراء الأدوية بعقلانية وعند اللزوم وللحاجة وليس للتخزين كما يحدث لدى البعض.

أكد عماد محمد، أحد المسئولين عن صيدلية بمنطة إمبابة التابعة لمحافظة الجيزة، أن عقار بانادول الأزرق يستخدم لتسكين آلام الصداع، الصداع النصفي، آلام في الجسم، آلام الأسنان، أعراض البرد والإنفلونزا، وفي الفترة الأخيرة تم إدراجه في بروتوكول علاج فيروس كورونا الأمر الذي أدى لاختفائه من الأسواق.

وأوضح أن لا حقيقة لما أثير عن سحبه من الأسواق خاصة أنه ضمن علاج فيروس كورونا، مؤكدا أن مرضى العزل المنزلي لابد من تناول الكبسول بحرص حيث يتم تناوله عند الشعور بالصداع وتكسير الجسد وارتفاع في درجة الحرارة ثلاث مرات يوميا، ويمكن استبداله باستيال، بارستيمول ثلاثة أقراص أيضا لمدة لا تقل عن أربعة أيام متتالية وليس في وقت ظهور الأعراض فقط.

وشدد على ضرورة الحرص خلال شراء الأدوية الخاصة بفيروس كورونا وعدم سحبها من السوق أولا بأول ومراعاة مرضى العزل المنزلي والذين هم بحاجة لها أكثر من الآخرين.

-أصحاب شركات الأدوية "نقص المواد الخام ووقف التصدير وراء اختفاء باندول"

أوضح جهاد عبدالصبور، صاحب إحدى شركات الأدوية إن هناك عدة عوامل وراء نقص بعض أنواع من العلاجات خلال الفترة الماضية.

وعلى رأس تلك الأسباب جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 والتي من من أهم أسباب نقص دواء في السوق المصرية، وذلك بسبب وقف حركة الاستيراد والتصدير الأمر الذي عانى منه العالم كله، وهذا تبعه نقص في المواد الخام والتي كانت شركات الأدوية المصرية تطلبها لتصنيع أنواع غير متوفرة في هنا، وتوقف الحركة أحدث نوع من غيابها، وبالتالي لم نتمكن من صناعتها.

وأضاف جهاد، أن هلع بعض الناس من فيروس كورونا المستجد كوفيد19، بجانب إعلان عدد من الأطباء عن بروتوكولات العلاج المستخدم لمصابين أحدث حالة من الفزع جعل بعضا من المواطنين يسحبون هذه العلاجات بصورة غير طبيعية، مما تسبب في قلتها على نحو بالغ.

واستكمل حديثه أن وقف حركة الاستيراد بالنسبة لمواد لخام جانب سحب المخزون من المستلزمات الدوائية أدي لاختفاء الأدوية المطلوبة حاليا.

-غرفة صناعة الأدوية تكشف سبب اختفاء باندول الأزرق
قال الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الأدوية، في تصريحاته لـ"الدستور"، أن السبب الرئيسي في أزمة إختفاء البنادول الأزرق هو فيروس كورونا والأنباء التي نشرت علي وسائل التواصل الاجتماعي إن بعض الأدوية مثل البراسيتامول وفيتامين سي تساعد في علاج الفيروس، فاتجه المواطنون الي شراء الأدوية وتخزينها في بيوتهم، فنتج عن ذلك نقص في الأدوية، لأن الكميات الموجودة في الصيدليات للاحتياج العادي فقط.

وأوضح الدكتور أسامة، إن البنادول الأزرق متاح في حوالي ٢٧ مستحضرا يحتوي علي نفس المادة الفعالة بأسماء تجارية مختلفة لكن المواطنين إلتجأوا الي سحب البنادول الأزرق بالتالي تسبب الاستهلاك في نقص البنادول.

واكد رُستم، علي سرعة علي تدخل الدولة المصرية وطالبت من الشركات تزويد الإنتاج وناشدت مصانع الأدوية غير المرخصة علي تقديم ترخيص وتأخذ الموافقة، وننتظر خلال بداية الأسبوع القادم أن يتم طرح كميات كافية في السوق لحل هذه المشكلة الجزرية.

وناشد المواطنين عدم تخزين الأدوية، لما يسببه ذلك في ضرر للمحتاجين
وعن حقيقة نقص المواد الخام، قال إنه لا يوجد نقص في المواد الخام واحتياطتنا للمواد الخام كافية، ولكن المشكلة ان المصانع تحتاج لكمية حسب الاستهلاك العادي لكن أصبح في تزايد، فبالتالي تسبب ذلك في نقص مرحلي لحين طرح الشركات كميات جديدة.