رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بينها قطع العلاقات الدبلوماسية.. تصعيد فرنسي ضد تركيا بسبب ليبيا

ماكرون
ماكرون

صعّدت فرنسا بقيادة رئيسها إيمانويل ماكرون، مؤخرا من غضبها ضد العدوان التركي على ليبيا والاستمرار في نقل الأسلحة والمعدات العسكرية بخلاف نقل آلاف الإرهابيين والمرتزقة، الأمر الذي يهدد الأمن الأوروبي لأن هؤلاء سيصلون إلى أوروبا كما حدث من قبل في سوريا.

- فرنسا تنتقل من التحذير إلى الرد على تركيا:
انتقلت باريس من مرحلة التحذيرات واللقاءات الدبلوماسية لوقف العدوان التركي في ليبيا الذي لا يضر أهل البلد فقط وإنما أوروبا برمتها.

وفي هذا الإطار أعلنت الخارجية الفرنسية، اليوم الخميس، أنها تدرس الآن طرق الرد على الانتهاكات التركية في البحر المتوسط وليبيا، وأنها تتشاور مع أوروبا لمواجهة المخاطر التي تسببت فيها تركيا بسبب أنشطتها في البحر المتوسط وليبيا، وذلك في إشارة إلى تدخلها العسكري بليبيا ودعمها الميلشيات ونقل أكثر من 11 ألف مرتزق وإرهابي لليبيا.

وقد تتجه باريس إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، والمطالبة بتجميد عضويتها في الناتو أو على الأقل مطالبته باتخاذ موقف قوي ضدها لأنها جعلته ستارا لأطماعها في ليبيا.

- مواجهة مباشرة في المتوسط:
كشفت وزارة الجيوش الفرنسية، أمس الأربعاء، عن تعرض إحدى سفنها المشاركة في مهمة للحلف الأطلسي في البحر المتوسط لعمل "عدواني للغاية" من قبل زوارق تركية، مؤكدة أن هذا أمر "بالغ الخطورة" مع شريك أطلسي.

وقالت باريس، إن سفينتها تعرضت لثلاث "ومضات لإشعاعات رادار" من الزوارق التركية، الأمر الذي يعتبر عملا عدوانيا للغاية لا يمكن أن يكون من فعل حليف تجاه سفينة تابعة للحلف الأطلسي.

ولم تقف فرنسا عند هذا الحد بل وصفت التحرش التركي بسفنها في المتوسط بـ "مسألة خطيرة" متعهدة بالرد ووضع النقاط على الحروف، كما كشفت عن تحركات تركيا الخبيثة في ليبيا، مشيرة إلى أن السفن التي تبحر بين تركيا ومدينة مصراتة بمواكبة فرقاطات تركية، تستخدم رموز الأطلسي من أجل تسهيل تدخلها في ليبيا.

- هل ينتصر الناتو لفرنسا ضد تركيا؟
أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو"، اليوم الخميس، فتح تحقيق في اعتراض فرقاطة تركية لسفينة فرنسية في مياه البحر المتوسط، لأن الأمر يمثل اعتداء على إحدى دول الحلف من دولة عضوة.

وبخلاف دعم الناتو لفرنسا، أيدت 7 دول أعضاء بالحلف بقوة من بينهم اليونان وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، موقف فرنسا في مواجهتها مع تركيا خلال مباحثات "الناتو" التي جرت اليوم عبر الفيديو كونفرانس.

وتنتظر فرنسا تحقيقات الحلف، بشأن الانتهاكات التركية، والأهم استغلال عضويتها في الناتو لتهريب الأسلحة والمرتزقة إلى ميلشيات الوفاق في طرابلس، فقد طالبت فرنسا بوقف هذا الأمر الخطير الذي يهدد سمعة الحلف ويحوله سترا لبعض الأعضاء لتحقيق أهدافهم حتى وإن أضرت بدول الحلف.
- لماذا يهدد وجود تركيا في ليبيا فرنسا وأوروبا:
أعربت الرئاسة الفرنسية، الأسبوع الماضي، عن قلقها من تعزيز تركيا وجودها في ليبيا وفق شروط خطيرة، مؤكدة أن الأزمة في ليبيا تتعقد بسبب تدخلات تركيا موضحة: "نحن أمام واقع خطير في ليبيا يهدد أوروبا".

وتتخوف فرنسا بشكل أساسي من تحقيق تفاهمات بين تركيا وروسيا كما جرى في روسيا وابتزاز أوروبا بورقة الجماعات الإرهابية واللاجئين كما حدث في سوريا، حيث تم إغراق أوروبا بملايين اللاجئين بخلاف فرار عناصر إرهابية لأوروبا وتنفيذ عمليات إرهابية ما أوقع آلاف القتلى والمصابين كما حدث في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا.

بخلاف ذلك ترى باريس أن تركيا جلبت أكثر من 11 ألف مرتزق وإرهابي من سوريا لتحويل ليبيا إلى ساحة جديدة للتنظيمات الإرهابية، ما يعني خطرا دائما على أمن أوروبا، حيث إن ليبيا تمتلك سواحل طويلة مع أوروبا وهي أقرب لها من سوريا.

كما تريد تركيا السيطرة على ثروات النفط والغاز في ليبيا ومنطقة شرق المتوسط، من أجل التحكم في الطاقة الأوروبية، ما يضعها تحت ضغط دائم من تركيا والقبول بأطماعها نحو قبرص واليونان وغيرها من دول المنطقة ما يؤثر سلبا على أمن أوروبا.