رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شلل كورونا».. الركود يضرب الأسواق وتراجع حركة البيع للنصف

شلل كورونا
شلل كورونا

شهدت الأسواق حالة من الركود والتراجع الكبير في حركة القوة الشرائية للمواطنين، فيما عدا السلع الأساسية والمواد الغذائية، والتي حرصت الدولة على توافرها بكميات كبيرة وبأسعار ثابتة، ولم يحدث أي تلاعب في أسعارها، بعد تغليظ الدولة للضوابط الرقابية على الأسواق وحماية المواطنين، ودخول منافذ الدولة في عمليات تأمين وصول المواد الغذائية للمواطنين بشكل مستمر وعلى رأسها منافذ وزارتي الدفاع والداخلية، بالإضافة إلى منافذ وزارتي التموين والزراعة والشركة القابضة للصناعات الغذائية والمجمعات الاستهلاكية، والسلاسل التجارية الكبيرة والسوبر ماركت التي تقوم بتقديم جميع السلع الغذائية بأسعار مناسبة للمواطنين، ولم يحدث أي اختفاء أو نقص لأي سلعة بسبب الاستعداد المبكر من الدولة لهذه الجائحة.

"الدستور" قامت بإجراء جولة على الأسواق للوقوف على تداعيات انتشار كورونا ومدى تأثيره على القطاعات المختلفة بعد مرور 5 أشهر من انتشاره.

في بداية الجولة، رصدت حالة أسواق ومبيعات أجهزة الهواتف الذكية ومستلزماتها، وأكد مسئولو شعبتي تجار المحمول والاتصالات بالغرف التجارية بمحافظتي القاهرة والجيزة عن تراجع حجم المبيعات بنسبة تصل إلى 50% خلال الفترة الماضية بسبب قرارات مواجهة فيروس كورونا المستجد، ومخاوف المواطنين من النزول الي الشارع للتسوق وغلق المحلات من الخامسة مساء إلى السادسة صباحا فترة الحظر، بجانب انخفاض القوة الشرائية علي المتاجر والمحلات والاكتفاء بشراء السلع والمستلزمات الضرورية من الطعام والسلع الغذائية والأدوية والمطهرات وأدوات التعقيم، موضحا أن هناك أيضا نقص في الكميات المطروحة من الهواتف الذكية بعد وقف حركة الشحن والطيران وغلق الدول لحدودها خلال الخمسة أشهر الماضية.

وقال المهندس محمد المهدي وكيل شعبة تجار المحمول بغرفة القاهرة التجارية، إن سوق الهواتف الذكية شهد أكبر نسبة انخفاض منذ الأزمة الاقتصادية العالمية في 2008، حيث تراجعت المبيعات الكلية بنسبة تصل إلى 50%، مشيرا إلى أن تداعيات جائحة كورونا علي الأسواق كبيرة، وما زالت مستمرة بسبب تراجع القوة الشرائية وقلق الناس وتوترهم منعهم من التسوق أو شراء أي أجهزة إلا في حالة الضرورة القصوى.

وأكد المهدي أن النصف الأول للعام الجاري شهد أكبر خسائر في حجم مبيعات أجهزة الهواتف الذكية ومستلزماتها وأيضا مبيعات أجهزة الكمبيوتر شهدت تراجعا مماثلا، وتعاني كبرى المولات من غلق للمحلات بسبب الركود الذي ضرب الأسواق، متوقعا تحسنا ملحوظا مع بداية يوليو المقبل.

وقال المهندس محمد هداية الحداد نائب رئيس شعبة الاتصالات والمحمول بغرفة التجارية بالجيزة، إن تداعيات فيروس كورونا المستجد على مبيعات أجهزة الهواتف الذكية كان كبيرا، وأدى قرار غلق المحلات التجارية من السادسة مساء إلى تقليص وقت البيع وتراجع القوة الشرائية، مما أدى إلى حدوث انخفاض تجاوز 50 % في مبيعات السوق، موضحا أن الجميع تحملوا الكثير من الضغوط بسبب العمالة، حيث رفض التجار تسريح جزء من العمالة أو خفض المرتبات، مراعاة للظروف الراهنة، مثمنا جهود الدولة لمساندة العمالة المتضررة والقرارات التي اتخذتها بشأن تأجيل جميع الأقساط والقروض على المواطنين والتجار.

كورونا يخفض أسعار السلع والركود يضرب الأسواق
على صعيد آخر، رصدت "الدستور" تأثر منتجات أخرى منها أدوات مستحضرات التجميل والسيارات والجلود والأدوات المنزلية والأدوات الصحية والملابس، في حين شهدت أسواق السلع الغذئية والأدوية والمطهرات والمعقمات والكمامات انتعاشة، وارتفاع في الأسعار بسبب إقبال المواطنين عليها بسبب تداعيات الجائحة ومخاوف من حدوث إصابات بالوباء.

توقف مبيعات السيارات وتوقعات باستمرار الركود
أكد أسامة أبوالمجد، رئيس رابطة تجار السيارات بالغرف التجارية، أن مبيعات السيارات متوقفة تماما خلال الفترة الحالية خاصة بعد شهر رمضان بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد وقرارات الحكومة بوقف تراخيص القيادة وخدمات المرور في وقت سابق، بالإضافة إلى توقف جميع الأنشطة بسبب الشحن والموانئ والجمارك، متوقعا بدء التحسن مع بداية شهر يوليو المقبل.

وأضاف أبوالمجد، أن التجار قدموا كثيرا من العروض لكسر الركود، لكنها جميعا باءت بالفشل خاصة أن سلعة السيارات سلعة مرتفعة الثمن، وبالتالي الفترة الحالية هي فترة ورقي وانتظار وإدخار الأموال للظروف الراهنة.. موضحا أن الوقت الحالي ليس وقت مبيعات، وكل محاولات التجار لم تنجح في تحريك السوق متوقعا أن يستمر الوضع لأكثر من ثلاثة أشهر مقبلة.

وأشار رئيس رابطة تجار السيارات بالغرف التجارية إلى أن كثيرا من الصناعات المغذية تخرج من الصين وخطوط انتاج كثيرة متوقفة بسبب الأحداث التي يمر العالم بها بسبب أزمة كورونا.

٥٠% انخفاضا في مبيعات الجلود
في نفس السياق، قال محمد مهران، رئيس شعبة الجلود بالغرف التجارية، إن هناك تراجعا في مبيعات الجلود المحلية بنسبة ٥٠% عن الوضع الطبيعي تأثرا بتداعيات فيروس كورونا المستجد.

وأضاف مهران، أن صادرات الجلود أيضا شهدت تأثرا كبيرا، حيث تعد شبه متوقفة في الوقت الحالي بسبب توتر الأسواق والاهتمام بالمستلزمات الطبية والصناعات الغذائية بشكل أكبر.

وأوضح أن المصنعين والمستوردين تأثروا كثيرا خلال تلك الفترة، ونعمل حاليا علي التفكير خارج الصندوق والتسويق للمنتجات إلكترونيا كذلك ساهمت الغرف التجارية في المشاركة في بعض المعارض الإلكترونية لكسر الركود.

٦٠% انخفاضا في مبيعات الأدوات المنزلية
ومن جانبه، أشار فتحي الطحاوي، نائب رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرف التجارية، إلى أن هناك تراجعا في القوي الشرائية بنسبة ٦٠% للأدوات المنزلية ضمن تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أن معدلات المبيعات ارتفعت قليلا بعد عيد الفطر لكن ما زال الركود يسيطر على الأسواق، مشيرا إلى أن أزمة فيروس كورونا أثرت علي جميع القطاعات وتسببت في كساد يعم الأسواق بسبب تغير أولويات المستهلكين واهتمامهم بالمطهرات والمعقمات والسلع الغذائية.

أكثر من ٧٠% انخفاضًا في مبيعات الأدوات الصحية
وأكد متي بشاي، عضو شعبة الأدوات الصحية بالغرف التجارية، أن هناك توقفا في حركة البيع والشراء بشكل ملحوظ تأثرا بتداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد.

وأوضح أن التجار تعرضوا لكثير من الخسائر بسبب الالتزام بمرتبات العاملين وتراجع الأرباح في نفس الوقت.

وتابع: يوجد نواقص لكثير من السلع الخاصة بالأدوات الصحية خاصة المستوردة لكن السوق لم تشهد أي شكاوي بسبب تراجع الطلب.

مواد البناء تخفض أسعارها لتقليل الخسائر
وأوضح أحمد الزيني، رئيس شعبة مواد البناء بالغرف التجارية، أن هناك توقفا في حركة بيع مواد البناء بشكل عام والأسمنت والحديد بشكل خاص.

وأضاف الزيني، أن انخفاض أسعار الحديد والأسمنت المتداول بين التجار هو ليس انخفاضا حقيقيا، ولكنه تقليل أرباح من قبل التجار لكسر الركود ولكنها جميعا بلا جدوي.

٥٠% انخفاضا في مبيعات الملابس
وانخفضت أسعار الملابس بنسبة تتراوح من ٣٠% إلى ٤٠% هذا العام بسبب توقف حركة البيع والشراء لنحو ٥٠% عن العام الماضي بحسب تصريحات عمرو حسن رئيس شعبة الملابس الجاهزة بالغرف التجارية.

وأوضح حسن، أن هناك خسائر كبيرة لحقت بالتجار بسبب تراجع المبيعات بشكل ملحوظ هذا العام؛ مما تسبب في لجوء كثير من تجار ومصنعي الملابس لتصنيع الكمامات القماش بالمواصفات التي فرضتها وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع مصانع النسيج والملابس الجاهزة.

تراجع مبيعات مستحضرات التجميل
في نفس السياق، أكد محمد البهي، رئيس شعبة مستحضرات التجميل بغرفة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية، أن هناك توقفا في القوي الشرائية بالنسبة لمستحضرات التجميل؛ بسبب أزمة فيروس كورونا أثرت بشكل سلبي علي قطاع مستحضرات التجميل باعتباره قطاع ترفيهي.

وأوضح رئيس شعبة مستحضرات التجميل بغرفة الأدوية باتحاد الصناعات أن هناك تراجعا في القوي الشرائية لكثير من القطاعات غير الضرورية، مشيرا إلى أن كثيرا من مستحضرات التجميل يتم استيرادها من الخارج وهي متوقفة في الوقت الحالي لكن لم يظهر أثر ذلك بسبب توقف القوي الشرائية في العموم.