رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى وفاة كوكب الشرق.. أم كلثوم بالألوان

جريدة الدستور

تحل اليوم الذكرى الـ 44 لوفاة كوكب الشرق وهرم مصر الرابع "أم كلثوم"، واسمها الحقيقي فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، عرفت بعدة ألقاب أبرزها أم كلثوم وثومة، الجامعة العربية، الست، سيدة الغناء العربي، شمس الأصيل، صاحبة العصمة، كوكب الشرق، قيثارة الشرق، فنانة الشعب.

ولدت "أم كلثوم" في 31 ديسمبر 1898م، لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، كان والدها الشيخ إبراهيم إمام ومؤذن لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل ربة منزل،عاشت في مسكن صغير مشيد من طوب طيني وكانت حالة الدخل المادي للأسرة منخفضة، حيث أن المصدر الرئيس للدخل هو أبيها الذي يعمل كمُنشد في حفلات الزواج للقرية.

وبالرغم من الحالة المادية الصعبة للأسرة إلا أن والديها قاما بإلحاقها بكتاب القرية لتتعلم وتعلمت الغناء من والدها في سن صغير، برزت موهبتها المميزة، وعلمها أيضًا تلاوة القرآن، بدأت الغناء بسن الثانية عشر وذلك بعدما كان يصطحبها والدها إلى الحفلات لتغني معه، وكانت تغني وهي تلبس العقال وملابس الأولاد وبعدما سمعها القاضي علي بك أبو حسين قال لوالدها: لديك كنز لا تعرف قدره يكمن في حنجرة ابنتك، وأوصاه بالاعتناء بها.

بدأ صيت أم كلثوم يذيع منذ صغرها، حين كان عملها مجرد مصدر دخل إضافي للأسرة، لكنها تجاوزت أحلام الأب حين تحولت إلى المصدر الرئيس لدخل الأسرة، أدرك الأب ذلك عندما أصبح الشيخ خالد ابنه المنشد وعندما أصبح الأب ذاته في بطانة ابنته الصغيرة. وفي ذات مرة تصادف أن كان أبو العلا معها في القطار وسمعها تردد ألحانه دون أن تعرف أنه معها في القطار، وذلك بعد عام 1916م حيث تعرف والدها على الشيخين زكريا أحمد وأبو العلا محمد الذين أتيا إلى السنبلاوين لإحياء ليالي رمضان وبكثير من الإلحاح أقنعا الأب بالانتقال إلى القاهرة ومعه أم كلثوم وذلك في عام 1922م، كانت تلك الخطوة الأولى في مشوارها الفني. حينها أحيت ليلة الإسراء والمعراج بقصر عز الدين يكن باشا وأعطتها سيدة القصر خاتما ذهبيا وتلقت أم كلثوم 3 جنيهات أجرًا لها.

عام 1954 خفضت أم كلثوم جدول حفلاتها الموسيقية بسبب المشاكل الصحية التي عانت منها، ويذكر أن النظارة السوداء التي كانت ترتديها بشكل مستمر كانت بسبب مرض الغدة الدرقية الذي أدى إلى جحوظ عينيها، حيث كان هذا سببًا أيضًا لإيقافها لنشاطها التمثيلي الذي اقتصر على 6 أفلام.

لم تتمكن كوكب الشرق من غناء أغنية أوقاتي بتحلو معاك وحياتي بتكمل برضاك، فأثناء البروفات للأغنية وقعت صريعة لمرض التهاب الكلى وسافرت إلى لندن لتلقي لعلاج وكانت قبل سفرها قد طلبت من الشاعر صالح جودت أن يكتب أغنية بمناسبة نصر أكتوبر وبعد عودتها طلبت من الملحن رياض السنباطي تلحينها حتى تغنيها في عيد النصر لكنها توفيت قبل تأديتها.

بدأت صحتها تسوء عام 1971م، فانقطعت عن تقديم الحفلات، وكانت أغنية ليلة حب آخر ماغنته وذلك في 17 نوفمبر 1972م، في 21 يناير 1975م كانت ستموت بسبب عدة مشاكل بكليتيها، وبالرغم من السنوات العديدة من تلقي العلاج، رفضت الإقامة في المستشفى لتلقي العلاج حيث كانت تقول: لو ذهبت للمستشفى، فسوف أموت هناك، في 22 يناير 1975م تصدرت أخبار مرض أم كلثوم الصحف وكانت الإذاعة تستهل نشراتها بأخبار مرض أم كلثوم وعرض الناس التبرع بالدم لأم كلثوم.

توفيت يوم الإثنين 3 فبراير 1975م في الرابعة مساءًا بسبب قصور القلب عن عمر يناهز 76 عامًا، تم تشيع جنازتها من مسجد عمر مكرم أعلنت اذاعات الشرق الأوسط والبرنامج العام وصوت العرب عن وفاتها. ظهر يوسف السباعي في تمام السادسة مساءًا ليلقى النبأ، بينما وقف المهندس سيد مرعي رئيس مجلس الشعب دقيقة حدادًا، أرسل الأمير عبد الله الفيصل هدية عبارة عن عدة ليترات من ماء زمزم وصلت مباشرة من الأراضي المقدسة كواجب أخير.