رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد فودة يكتب: بورصة الرابحين والخاسرين فى دراما رمضان بعد 7 أيام من العرض

محمد فودة
محمد فودة

مع انتهاء الأسبوع الأول من الشهر الكريم، تكاد الصورة تكتمل حول المسلسلات المعروضة فى الموسم الرمضانى الحالى، والتى يتحكم فى نجاحها وفشلها «أمزجة» المشاهدين ورغباتهم، باستخدام الـ«ريموت كنترول»، فى التنقل من مسلسل إلى آخر.
وبكل شفافية ومصداقية وبتحرر تام من أى مجاملات، أستطيع القول إن الأعمال الرابحة فى هذا السباق هى مسلسلات «كلبش٢» لأمير كرارة، و«رحيم» لياسر جلال، و«ضد مجهول» لغادة عبدالرازق، و«نسر الصعيد» لمحمد رمضان، بجانب «طايع» لعمرو يوسف.
أما الأعمال التى أراها ضمن القائمة الخاسرة، فهى مسلسلات «عوالم خفية» لعادل إمام، و«بالحجم العائلى» ليحيى الفخرانى، و«ممنوع الاقتراب أو التصوير» لزينة، و«رسايل» لمى عز الدين، و«أبوعمر المصرى» لأحمد عز، و«مليكة» لدينا الشربينى، و«لعنة كارما» لهيفاء وهبى.
وهنا أرصد بكل وضوح الأعمال التى تستحق المشاهدة، والأخرى التى فضحها الـ«ريموت كنترول»، وينبغى على صناعها أن يأخذ كل منهم «استراحة محارب» ويعيد حساباته، لأن هذا «الإخفاق» يسحب من رصيده الفنى وجماهيريته، وبالطبع إذا استمر على هذا النحو، فإنه سيفاجأ بمن يقول له «عفوًا لقد نفد رصيدكم».

«كلبش» تميمة حظ أمير كرارة فى الموسم.. وياسر جلال يصل مرحلة النضوج الفنى بـ«رحيم»
أصبح مسلسل «كلبش» بمثابة «تميمة الحظ» للفنان أمير كرارة، فبعد النجاح والتميز اللذين حققهما فى الجزء الأول من العمل خلال رمضان الماضى، عاد هذا العام بالجزء الثانى، الذى أثبت تمتعه بمقومات النجم القادر بقوة على البقاء فى الصدارة لفترة طويلة.
وتمكن «كرارة» من أن يحافظ على نجاحه فى الجزء الثانى، بل إنه طوره، واستطاع أن يعيد ترتيب أوراقه ليصبح أكثر تميزًا وتألقًا عن ذى قبل.
«كلبش٢» حقق نجاحًا غير مسبوق منذ بدء عرضه، وحصل على ردود فعل قوية وإشادات كبيرة من جانب نقاد الفن، وجمهور مواقع التواصل الاجتماعى.
واللافت أن «كرارة» حظى بتلك الشعبية الكبيرة بعد عرض الجزء الأول من المسلسل، فشكلت عبارة «انتظرونا فى الجزء الثانى من كلبش» التى اختتم بها صناع العمل الحلقة الثلاثين من المسلسل، خبرًا سارًا لمتابعى العمل لرؤية ماذا سيفعل فى الجزء الثانى، وهل سيبقى مُنصف الغلابة، ويمثل الخير أم سيتحول إلى ضابط وصولى ومنتفع، متأثرًا بالأحداث التى تعرض لها خلال الجزء الأول؟.
وبعد مرور أسبوع على عرض الجزء الثانى، أستطيع القول إن هذا المسلسل يعد بمثابة المحطة الأبرز بين خطوات أمير كرارة، التى وصل من خلالها إلى مرحلة النضج الفنى، لأنه على الرغم من تقديمه العديد من الأدوار الناجحة فى أكثر من عمل، إلا أن «كلبش» كشف عن موهبته الحقيقية وأدائه المبهر، وجعله يخطف أنظار الجميع.
أما مسلسل «رحيم» للنجم ياسر جلال فيأتى من بين الأعمال التى استطاعت أن تلفت أنظار المشاهدين وتحجز لنفسها مكانًا متميزًا بين هؤلاء «الرابحين» فى السباق الرمضانى.
ويحسب لـ«ياسر جلال» أنه استطاع أن يحافظ على مكانته ضمن ماراثون رمضان للعام الثانى على التوالى، بعد إبداعه فى مسلسله الذى قدمه خلال رمضان الماضى «ظل الرئيس»، الذى أعتبره سببًا أساسيًا فى تمكنه من خوض ثانى بطولاته المطلقة فى مسلسل «رحيم».
«ظل الرئيس» كشف عن موهبة حقيقية يمتلكها ياسر جلال، ليعيد اكتشاف نفسه من جديد فى «رحيم» وتقديمها فى ثوب آخر، ليس كفنان يقدم دورًا ثانويًا، لكن فى دور البطولة المطلقة، بعد أن وصل إلى مرحلة النضوج الفنى، وفقًا لرأى الجمهور والنقاد على حد سواء. وأبرز ما يميز مسلسل «رحيم» أنه يرصد الصراعات داخل المجتمع المصرى القائمة بسبب الطبقات الاجتماعية المختلفة، وانتشار أفكار جديدة من بينها حب المال وشهوة السلطة.

غادة تواصل النجاحات.. و«نسر الصعيد» يؤكد نجومية رمضان
نجح مسلسل «ضد مجهول» للفنانة غادة عبدالرازق، منذ بدء عرض حلقاته، فى لفت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعى، وأصبح حديث «السوشيال ميديا»، ما اعتبره مؤشرًا أساسيًا من مؤشرات نجاح المسلسل، وبالتالى فإنه يستحق أن يكون ضمن قائمة «الرابحين» فى سباق دراما رمضان ٢٠١٨.
ورغم أن غادة عبدالرازق أو كما يحلو لى وصفها بـ«فينوس الدراما»، تشارك فى السباق الرمضانى كل عام بمسلسل جديد، إلا أنها حجزت لنفسها مكانًا متميزًا فى دراما رمضان هذا العام، واستطاعت أن تحتل مكان الصدارة بالنسبة للبطولة النسائية من خلال «ضد مجهول». وأعتقد أن هذا النجاح لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة حتمية لتلك القصة التى تعتمد على حبكة درامية غاية فى الدقة، صاغها ببراعة وإتقان الكاتب والسيناريست المتمكن أيمن سلامة. أما أبرز ما يميز مسلسل «نسر الصعيد» للنجم محمد رمضان، فهو أنه كان فرصة قوية لأن يثبت «رمضان» لجمهوره أنه يمتلك موهبة فنية عالية تؤهله للبقاء وسط نجوم الصف الأول بعيدًا عن أدوار العنف والبلطجة التى أفسدت جيلًا بأكمله. ورغم النجاح الذى حققه المسلسل من حيث ارتفاع نسب المشاهدة، والتفاعل الكبير معه من رواد مواقع التواصل الاجتماعى، إلا أن هناك أخطاء كثيرة ومتعددة وقع فيها مخرج المسلسل ياسر سامى، فى أولى تجاربه الإخراجية فى عالم الدراما التليفزيونية، ومن هذه الأخطاء ظهور عدد كبير من الجمهور أثناء تصوير مشهد على أحد كبارى محافظة قنا. ويأتى مسلسل «طايع» للنجم عمرو يوسف لينضم لقائمة الأعمال الدرامية الرابحة، ويرجع هذا النجاح إلى إصرار عمرو يوسف على حجز مكان يليق به، من خلال انتقاء الموضوع الذى يدور حوله المسلسل. فى «طايع»، يلقى عمرو يوسف الضوء على قضية تجارة الآثار، وعلى مدى الـ٧ سنوات الماضية، يحرص «يوسف» على التواجد ضمن خريطة الدراما التليفزيونية، وتحديدًا بعد النجاح الكبير الذى حققه فى عام ٢٠١٦ بمسلسله الشهير «جراند أوتيل»، ولكن بعيدًا عن ذلك فهو بالفعل نجم يستحق الاحتفاظ بالنجومية لسنوات عديدة قادمة.

الزعيم يحتاج إلى «استراحة محارب».. الفخرانى يسىء لتاريخه الكبير وزينة ترقص على السلالم فى «ممنوع الاقتراب أو التصوير»
أما فى قائمة الخاسرين، فنجد الزعيم عادل إمام يتصدر تلك القائمة، بعدما اختفى مسلسل «عوالم خفية» من أذهان المشاهدين، وكأنه غير موجود فى السباق.
الفنان عادل إمام استطاع أن يتربع على عرش الكوميديا لأكثر من ٥٠ عامًا حصل خلالها على لقب «الزعيم» عن جدارة دون منافس، كما أنه نجح فى الوصول إلى القمة خلال السنوات الماضية، بعدما اعتاد المشاهدون متابعة عمل درامى كوميدى من بطولته سنويًا، وغالبًا ما يظهر فى دور «رب الأسرة» مع اختلاف القصة المقدمة.
ولم يحالفه الحظ العام الماضى، إذ نال انتقادًا كبيرًا بعد مسلسل «عفاريت عدلى علام» كونه لم يأتِ بجديد واعتمد على الخرافات، ما أغضب جمهوره، وها هو الآن يكرر نفس التجربة بمسلسل ليس له وجود بين اهتمامات الجمهور.
ومن منطلق حبى للزعيم عادل إمام أوجه له رسالة بأن يحترم تاريخه الطويل ويجلس لالتقاط الأنفاس ويستمتع بمشاهدة الأعمال الدرامية الناجحة.
ما حدث مع الزعيم عادل إمام هذا العام، ينطبق تمامًا على النجم الكبير يحيى الفخرانى، الذى يقدم هذا العام عملًا يحمل اسم «بالحجم العائلى» لم يعره الجمهور أى اهتمام ما نتج عنه «مصيبة بالحجم الكبير».
وتسببت ركاكة وضعف هذا المسلسل فى ضياع مشوار فنان كبير بحجم ووزن يحيى الفخرانى، والكارثة الحقيقية أن المسلسل لم يكن ضمن المسلسلات الخاسرة فحسب، بل لم يذكره أحد على الإطلاق سواء الجمهور أو النقاد أو رواد مواقع التواصل الاجتماعى الذين يمثلون أحد أهم الركائز الأساسية لمعرفة وقياس نجاح هذا المسلسل أو ذاك. الأمر الذى يدعونى إلى التساؤل: ما الذى يُجبر فنانًا كبيرًا مثل يحيى الفخرانى على أن ينزل إلى هذا المستوى المنحدر، ويقوم ببطولة مسلسل سطحى لا طعم له ولا رائحة؟.
وضمن قائمة الخاسرين، أرى الفنانة زينة وهى تجرى بسرعة الصاروخ من أمام المشاهدين بهذا المسلسل الذى يحمل اسم «ممنوع الاقتراب أو التصوير»، فالمسلسل ومنذ بدء عرضه يتضمن شيئًا ما يبعث على النفور والابتعاد عنه، ويدفع المشاهد إلى الإمساك بـالـ«ريموت كنترول» لتغيير القناة التى تعرضه. وهنا وإن كنت أرى أن زينة بالفعل ممثلة متميزة إلا أنها ليس لها نصيب فى أن تحظى بأى نجاح وسط هذا الحضور الكبير من فنانين يجيدون- وعن جدارة- التألق والنجومية، وكأنه يلازمها سوء طالع هذا العام، لتكاد تختفى تمامًا من السباق الرمضانى الذى لا يرحم ولا يجامل أحدًا على الإطلاق.

«رسايل» مى عزالدين لم تصل.. لعنة «كارما» تصيب هيفاء وهبى.. و«أبوعمر المصرى» يُطفئ نجومية أحمد عز
من سوء حظ النجمة مى عزالدين أن مسلسلها «رسايل» الذى تشارك به فى السباق الرمضانى لم يقوَ أصلًا على المنافسة منذ الحلقة الأولى، وهو ما أعتقد أنه كان سببًا رئيسيًا فى تقبلها لصدمة فشل المسلسل وانضمامه لقائمة الأعمال الدرامية الخاسرة، التى أخرجها الجمهور من مجرد البقاء فى جو المنافسة، بعد أن ضل «الريموت كنترول» طريقه نحو المسلسل.
يشارك مى عز الدين فى بطولة «رسايل» كل من خالد سليم، أحمد حاتم، رامز أمير، مها أحمد، هشام إسماعيل، أحمد خليل، سليمان عيد، وأحمد سعيد عبدالغنى، وتدور أحداثه حول الطبقة المتوسطة واختفائها وسط أصحاب المليارات، وصراع الطبقات، خاصة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر فى الحارة الشعبية حاليا.
الفنانة هيفاء وهبى دخلت السباق بمسلسلها «لعنة كارما»، وكأن شخصية «كارما» التى تجسدها فى المسلسل هى سر شقائها، فالمسلسل يكاد يكون قد خرج من السباق مع بدء عرض أولى حلقاته التى تاهت فيها الفكرة والرؤية وتبخرت أحلام طاقم العمل فى الحصول على نجاح يضمن لهم حتى مجرد حفظ ماء الوجه.
فشلت هيفاء وهبى فى فك هذا النحس الذى يلازمها بمسلسلها الجديد، الذى ليس له أى وجود إلا فى قائمة الأعمال الدرامية الخاسرة.
أما النجم أحمد عز فقد انطفأت نجوميته فى مسلسله «أبوعمر المصرى»، وهو العمل الذى راهن البعض على أنه يحمل الخير لبطله، بل وصل الأمر لأن يتوقع له البعض بأنه سيكون بمثابة أيقونة دراما رمضان هذا العام، وكيف لا يكون كذلك بالفعل وهو مسلسل يقوم ببطولته فنان كبير فى حجم ومكانة أحمد عز؟
وعن مسلسل «مليكة» للفنانة دينا الشربينى، فحدث ولا حرج، فعلى الرغم من كل الإمكانيات الإنتاجية الضخمة والمجاملات التى يقف وراءها فنان كبير أراد أن يضع دينا الشربينى فى منطقة النجومية بمسلسل كبير، وتم له تسخير كل العناصر الكفيلة لتقديم عمل درامى ضخم إلا أنه لم يسمع عنه أحد.
النجاح لا يأتى بلوى الذراع، بل يأتى من خلال توافر فنان متميز يتمتع بقبول لدى المشاهدين، وبقصة تحمل مضمونًا يحترم عقل هذا المشاهد، وخلاصة القول فإن النجاح يأتى فقط بتوفيق من الله طالما خلصت النوايا وكانت القلوب نقية والضمائر صافية، وهى أشياء يفتقدها هذا العمل الذى استقبله الجمهور بسخرية منذ عرض أولى حلقاته بسبب عبارة «استايلست» بتتر المسلسل.
وأصرت «دينا» على أن تشير من خلال هذه العبارة إلى أنها تختار ملابسها بنفسها، ولم تتوقف الانتقادات عند هذا الحد، بل انتقد رواد التواصل الاجتماعى أحداث العمل نفسه، فقد اعتبر البعض أن فكرة وأحداث العمل تتشابه مع مسلسل «أماكن فى القلب» لتيسير فهمى منذ عدة سنوات، الأمر الذى عرّض الشربينى لانتقادات كثيرة واتهامها بتقليد تيسير فهمى.
وبعيدًا عن كل ذلك، فإن دينا الشربينى استحقت السقوط فى بئر الأعمال الدرامية الفاشلة، ليثبت ذلك أن النجاح والنجومية لهما أصحابها الذين يمتلكون الأدوات الحقيقية التى تضمن لهم النجاح بعيدًا عن المجاملات التى يبذلها أشخاص يعتقدون أنهم قادرون على لوى ذراع المشاهد وجذبه نحو المسلسل، كما فعل هذا المطرب المشهور الذى اعتقد أنه يمتلك تحديد أذواق الناس بينما الواقع يقول عكس ذلك.
أما ما يقدمه على ربيع هذا العام فى مسلسل «سك على إخواتك» فهو شىء يبعث فى النفس حالة من الاشمئزاز، فهذا العمل ملىء بالعبارات التافهة والتمثيل المفتعل والاستظراف بشكل ممل، ما يدفع المشاهد لأن يمسك بـالـ«ريموت كنترول» ليغلق التليفزيون تمامًا ولم يكتف حتى بمجرد تغيير القناة.