رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هانى سلامة: أكشن «فوق السحاب» برىء من «الأوفر».. و«هنتقبله لو أجنبى»

هاني سلامة
هاني سلامة

- الرقابة لم تعترض على مشاهد دعم إسرائيل لـ«داعش»
- صورنا مسلسلًا فى 3 دول أوروبية بتكلفة أقل من أعمال الداخل
- عدم الاعتماد على شخصية البطل فقط «متعمد» منعًا لـ«الملل»
- أضفت لـ«ماندو» خفة دم ابن البلد و«التاتو» مناسب للشخصية


يخوض النجم هانى سلامة المنافسة فى السباق الدرامى الرمضانى، للعام الثانى على التوالى، بمسلسل «فوق السحاب»، بعد نجاح «طاقة نور» العام الماضى، وهو ما دفعه لإعادة التعاون مع نفس طاقم العمل، الكاتب حسان دهشان، والمخرج رءوف عبدالعزيز، وشركة «سينرجى». «الدستور» التقت «هانى» فى حوار تحدث فيه عن العمل، وردود الفعل عليه، ورد على كل الانتقادات الموجهة له.

■ بداية.. ما ردك على وصف مشاهد «الأكشن» خلال الحلقات الأولى بأنها «مبالغ فيها»؟
- الأمر نسبى فيما يتعلق بمشاهد «الأكشن»، فهناك من يراها «مبالغًا فيها»، وآخرون يرونها «تلقائية»، لكن الغريب أن جميعنا يشاهد «الأكشن» فى الأعمال الأجنبية ويشيد به، ويسخر منا عندما نقدمه فى أعمالنا، ولا أعرف لماذا دائمًا نقلل من أنفسنا ونعتبر أننا لسنا قادرين على تقديم أعمال ضخمة، ونتقبل «الأكشن» من الغرب رغم المبالغة فيه، ولا نتقبله فى أعمالنا؟.
العمل الفنى بشكل عام به جزء كبير من الخيال، ويخضع فى النهاية لرؤية المخرج، ونحن نعتمد على جزء كبير من الخيال فى الأحداث، لأن الدراما تتطلب ذلك، فمثلًا فكرة الهروب من السجن فى روسيا جزء من الخيال، ولا تمت للواقع بصلة، وهذا عمل فنى يحتمل ذلك، بل يتطلبه.
ففى الواقع من المستحيل أن يهرب سجين من أحد سجون روسيا وبطائرة هليكوبتر، لكن فى حالة المسلسل يكون ذلك من وحى خيال الكاتب.
■ لماذا حرصتم على تشعب الخطوط الدرامية فى المسلسل دون الاعتماد على ظهورك فقط؟
ــ وجهة نظرى الدائمة فى كل ما أقدمه قائمة على ضرورة اعتماد العمل الدرامى على خطوط كثيرة لجذب الجمهور للأحداث، ولتجنب ملل المشاهدين من متابعة النجم فقط خلال ٣٠ حلقة، فنحن لا نقدم مسرحًا، والمشاهد يشعر بالملل فى حال سير الدراما فى سياق واتجاه واحد. وبصفة شخصية، لا أريد الظهور لمجرد الظهور، وكلما كان الظهور قليلًا ومؤثرًا فى الأحداث كان أقوى بكثير.
■ أثار ظهور صورة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر كثيرًا من التساؤلات.. ما كواليس هذا المشهد؟
- صاحب الفكرة هو المخرج رءوف عبدالعزيز، وأراها نابعة من الواقع، فنحن حين نسير فى الخارج نجد أن المغتربين العرب، خاصة كبار السن، لديهم ارتباط كبير بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والرجل السورى الذى يضع صورة «عبدالناصر» جزء من السياق الدرامى للأحداث، والصورة كانت فى موضعها المنطقى جدًا خلال العمل.
■ هل واجهت المشاهد التى تؤكد فكرة دعم إسرائيل لتنظيم «داعش» أى اعتراضات رقابية؟
- لم يكن لدينا أى تخوفات من تقديم هذه الفكرة، خاصة أنها رؤيتنا الشخصية، ونحن مسئولون عنها كصنّاع العمل، أما عن فكرة الرقابة فلم نقابل أى اعتراضات، والدليل أن المشاهد عرضت كاملة دون أى حذف أو تدخل رقابى، وبعيدًا عن الحديث فى أمور سياسية فهذه رؤيتنا وقناعتنا، وكل الأحداث والخطوط الدرامية الأخرى تمثل رؤيتنا ووجهة نظرنا.
■ هل قصدتم طرح قضايا المغتربين وبعض قضايا الوطن العربى بتلك الجرأة؟
- أعتقد أن كل القضايا المطروحة فى سياقها الدرامى، إضافة إلى ربط الواقع والخيال، وتعدد الخطوط الدرامية للمسلسل يُثرى الأحداث ويجذب الجمهور، ولأن العمل به جزء كبير من التصوير فى الخارج، كان من واجبنا أن نُلقى الضوء على قضايا المصريين المغتربين، ومحاولة الحفاظ على هويتهم، بجانب الاهتمام بالأجيال الجديدة التى تحمل الجنسية المصرية اسمًا فقط، دون أن يعيشوا فى مصر أو يعرفوا عاداتها وتقاليدها.
■ من أين بدأت فكرة «فوق السحاب»؟ وما الذى جذبك إليها؟
- الفكرة للمخرج رءوف عبدالعزيز، وبدأنا العمل عليها منذ أن كانت فكرة أنا و«رءوف» والمؤلف حسان دهشان، وبدأنا نطرح الموضوعات التى نريد أن نناقشها فى المسلسل، وبعد التوافق على التفاصيل، بدأ المؤلف فى الكتابة، وكان كلما انتهى من كتابة حلقة يرسلها لنا لنبدأ النقاش حولها.
أما ما جذبنى للفكرة نفسها، فهو أن دور «ماندو» مختلف تمامًا عما قدمته من قبل، فهو شاب من «نزلة السمان»، عاش فى منطقة شعبية جدًا، ثم سافر للخارج وتورط فى العمل مع «المافيا»، فهذه شخصية جديدة تمامًا لم أقدمها من قبل.
■ كيف تغلبت على خطر «التكرار» فى ظل تعاونك مع نفس فريق عمل مسلسلك الأخير؟
- واجهنا تحديًا كبيرا لنًا جميعًا، لكن أعتقد أننا تغلبنا على هذا الأمر، وقدمنا عملًا مختلفًا تمامًا عن الماضى، بداية من القصة، مرورًا بالشخصيات والأحداث والمضمون بالكامل.
■ هل تدخلت فى اختيار أبطال المسلسل.. ولماذا يخلو العمل من الأسماء اللامعة؟
- الفكرة ليست فى الأسماء الكبيرة أو الصغيرة، فحين نجد شخصية مناسبة نختارها، فمثلًا شخصية «سمكة» التى تجسدها الفنانة الشابة ميرنا نور الدين، على الورق من المستحيل أن نتصور أنها «ميرنا» لكن فى المسلسل قدمت دورًا مميزًا.
وفى النهاية لا بد أن نكسر الصورة النمطية لتسكين الشخصيات، وهذا أمر مهم جدًا، وليس لدىّ مشكلة فى العمل مع شباب، فقد عملت قبل ذلك مع أسماء لأول مرة، سواء على مستوى التمثيل مع جيهان خليل العام الماضى، أو مع مخرجين مثل سعد هنداوى وعلى إدريس، أما فكرة اختيار الأبطال فهذا أمر متروك لاختيار المخرج، ومن الممكن أن أطرح رأيى فقط، لكن القرار النهائى له.
■ ما الذى أضافه هانى سلامة لشخصية «ماندو»؟
- ربما خفة الظل، و«إفيهات» تناسب «ماندو» وطريقة وأداء ابن البلد الشعبى، وكنت أتناقش بشكل دائم مع المؤلف والمخرج فى الأحداث من باب حرصى على العمل ككل، وهم لديهم القرار النهائى، وبعض الجمل لم تكن مكتوبة، ولكننى كنت أقولها فى سياق قراءة الشخصية نفسها.
■ لماذا لم تهتم بالمظهر الخارجى للشخصية وتقديم «لوك» خاص بها؟
- المظهر الخارجى ليس اهتمامى فى المقام الأول، بل أهتم بالشخصية التى أقدمها داخليًا، وأعتبر المظهر الخارجى أمرًا «مكملًا» للشخصية، وبالطبع فى شخصية «ماندو» اخترت «اللوك» المناسب، فمثلًا أنا لا أهوى «التاتو»، لكن الشخصية تطلبت ذلك، فوضعته.
■ هل استعنت بـ«دوبلير» فى بعض مشاهد «الأكشن» فى المسلسل؟
- بالفعل استعنت بـ«دوبلير» فى بعض المشاهد الخطيرة، وبالطبع «الدوبلير» فى الدراما والسينما مهنة حقيقية لها دورها، ووجوده لا يعيب أى ممثل، وهذا أمر متعارف عليه فى العالم بأكمله.
■ كيف تغلبتم على أزمة التكلفة الإنتاجية الضخمة فى ظل تقليص ميزانيات الأعمال؟
- هذا الأمر حيّر كثيرًا من العاملين فى سوق الدراما أكثر من الجمهور العادى، لكن فى الحقيقة أن التكلفة الإنتاجية للمسلسل كاملًا، والتصوير فى ٤ أو ٥ دول أوروبية، أقل من أعمال أخرى تم تصويرها داخل مصر فقط، وهذا يؤكد «شطارة» الإنتاج ونجاحه فى إبهار الجمهور، وتقديم عمل بهذا الشكل، بإمكانيات أقل بكثير من أعمال أخرى تُعرض فى نفس الموسم، وصرفت ضعف تكلفته.
■ أخيرًا.. هل شعرت بالقلق من تأخر تحديد قنوات عرض المسلسل قبل بدء الماراثون؟
- بالعكس، لم أنشغل بهذا الأمر على الإطلاق، خاصة أن الشركة المنتجة «سينرجى» هى أكبر شركة فى السوق، إضافة إلى كون هذا الأمر ليس مسئوليتى ولا يخصنى، ولم أسأل عن جهة العرض طوال فترة التصوير، ومع اقتراب شهر رمضان، كنت على ثقة من أن الشركة المنتجة على قدر المسئولية تجاه العمل.