رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد صلاح يكتب: سأجري كغزالة إلى بيتي.. وداعًا ريم بنا

ريم بنا
ريم بنا

«الله أصبح لاجئًا يا سيّدي، صادر إذن حتّى بساط المسجد، وبع الكنيسة فهي من أملاكه، وبع المؤذّن في المزاد الأسود وأطفئ ذبالات النجوم فإنّها، ستضيء درب التائه المتشرّد».

في أحد أيام وطننا العربي المتشابهة نفقد رمزًا جديدًا للمقاومة وتجسيدًا للصمود ليس فقط في وجه من احتل الأرض، ولكن أيضًا في وجه من احتل الجسد، رحلت ريم بنا مقاومة الاحتلال بصوتها القوي وقلبها الرقيق رحلت ريم بنا مقاومة السرطان لأكثر من 9 سنوات.

إذا أردت مثلًا للصمود فعليك بسماع صوتها، إذا ما أردت أن تعرف معنى كيف يمتزج الحب والمقاومة في شخص فلن تجد أفضل من زهرة فلسطين ابنة الناصرة التي غنت لفلسطين وغنت للشهداء وغنت لأسرى الوطن القابعين خلف جدران سجون الاحتلال وأسرى حب الوطن الذين كتبت عليهم التغريبة في شتى بقاع الأرض محرومين من وطنهم وأجيال ولدت في الشتات، لكن تظل فلسطين حنينهم مهما طال الزمان ويظل صوت زهرة فلسطين ريم بنا رابطًا بينهم وبين وطننا لم يشاهدوه سوى في نشرات الأخبار وأبناء الداخل، يناضلون ضد الاحتلال وتظل صورة هذا الوطن مرسومة في أذهانهم بكلمات محمود درويش ووالدتها الشاعرة زهيرة الصباغ.

رحلت ريم بنا وسنظل نردد من بعدها «لا تحبونا فقط ونحن شهداء أموات، أحبونا أيضًا ونحن نبتسم»، رحلت ريم بنا وتركت لنا في القلب غصة الفراق وكان أرض الوطن العربي يأبى إلا أن يضم محبيه بداخله لا أن تحملهم وتحتضن خطواتهم فوقها.

كانت ريم بنا خير ممثل وخير معبر عن قضية فلسطين، لم توقفها حواجز الجغرافيا عن التحليق كعصفور يغرد باسم فلسطين شرقًا وغربًا، قاومت الاحتلال فانتصرت وقاومت المرض فانتصرت، لكنها إرادة الله
كتبت ريم قبل أيام من رحيلها إلى أولادها «سأجري كغزالة إلى بيتي، سأرتب البيت وأشعل الشموع، وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة، أجلس مع فنجان الميرمية، أرقب مرج ابن عامر، وأقول.. هذه الحياة جميلة والموت كالتاريخ.. فصل مزيّف».

نعم ياريم الموت كالتاريخ فصل مزيّف فإلى اللقاء في عالم أفضل يا زهرة فلسطين.