رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرزهم «زفة العجم الدينية».. 3 أعياد مصرية اندثرت عبر الزمن

جريدة الدستور

تنوعت مظاهر الأعياد والاحتفالات في مصر منذ قديم الزمان، فقد كان هناك عيد للحصاد وعيد وفاء النيل وغيرهم، كما عرفت مصر كثير من الأعياد الدينية سواء القبطية أو الإسلامية، إلا أن هناك أعياد عرفتها مصر مع تتابع الزمن، ونظرا لظروف كان منها السياسية أو الاجتماعية، ولكنها اندثرت.

وفي هذا التقرير نرصد لكم بعض الأعياد المندثرة:

- زفة العجم الدينية
كانت تحتفل به طائفة الشيعة بمصر في يوم عاشوراء، فمنذ الصباح الباكر يُغلق المشهد الحسيني أبوابه بالسلاسل الحديدية، ويحرسه البوليس من جميع الجهات إستعدادا لزفة العجم بعد صلاة الظهر، حيث يبدأ الموكب الذي يتصدره غلامان صغيران جميلا الوجه لا يتجاوز سنهم 10 سنوات يمتطيان جوادين يرمز لهما بالحسين والحسين، وسط جمع غفير من أتباع المذهب الشيعي أغلبهم من الإيرانيين القاطنين بالقاهرة في صفوف متراصة يضم كل منها أربعة منهم ونصفهم الأعلى عار، وبأيديهم سلاسل يضربون بها صدورهم، وخلفهم صفوف أخرى على نفس النسق، يضربون جباههم بالسيوف والسكاكين، وتسيل دماؤهم على صدورهم وهم يرددون عبارات الحزن على مقتل الحسين.

ويخترق الموكب شارع الموسكي حتى المعبر، حتى إذا وصل الموكب إلى المشهد الحسيني وحاولا اقتحامه منعهم البوليس وحالت الأبواب المغلقة دون دخولهم، وعند نهاية الطواف كان ينتظرهم قادة إيران ووجهاء الجالية الإيرانية، وعندئذ يأوي المصابون إلى الاغتسال من دمائهم وتضميد جروحهم، وينتهي الحفل الدموي الذي أبطلته الحكومة عام 1914.

عيد عاشوراء
خلال حكم الفاطميين كانت ذكرى مذبحة كربلاء التي شهدت مقتل الحسن والحسين على يد بني أمية، عيدا دينيا يسمى عاشوراء، حيث تعطل فيه الدواويين والأسواق وتمتد موائد الطعام التي تسمى «سماط الحزن» ولما جاء الأيوبيون جعلوا منه يوم فرح ومسرات وتوسع الطعام والحلوى والزينات، وكذلك فعل المماليك نكاية في الشيعة ومن عجب أن تتحول الدراسة في الأزهر الشريف، إلى المذهب الشيعي قرابة المائة عام وتعود كما كانت إلى المذهب السني بمجرد زوال دولة الفاطميين.

ليالي الكرنفال
كان مهرجانا مقنعا من المرح في ليال ضاحكة صاخبة، وكانت قبيل حلول «عيد الفصح» عند الأجانب وبعض المصريين الكاثوليك والبروتسانت والإنجليك، حيث يخرجون إلى الشوارع والمقاهي والمسارح في أثواب وأقنعة تنكرية بين تاريخية وعصرية فيرقصون ويعبثون بالناس، وكانت تقام حفلات تنكرية خصوصا آنذاك في الفنادق الكبرى، مثل «شبرد والكونتيننتال وهليوبولس بالاس» يمتزج فيها الجميع ويتعانقون ويرقصون ويتغازلون، ويتصادف أن يعجب رجل بامرأة، فما أن ترفع قناعها حتى يكتشفها عجوزا قبيحة، وقد ينكر أخر امرأة لثوبها الرث فإذا بها شابة حسناء فائقة الجمال، ولذلك كثيرا ما شهدت تلك الليالي من مآسي الطلاق والهجر أو القتل أحيانا.

وكان الناس يستأجرون في ذلك اليوم أماكنهم بمدرجات حول حديقة الأزبكية، لمشاهدة مواكب الكرنفال المتتابعة ما بين العاشرة صباحا حتى الغروب، وينثرون عليها حبات الفاصوليا والأوراق الملونة والزهور، واستمرت ليالي الكرنفال منتظمة حتى أبطلتها الحكومة لظروف الحرب العالمية الأولى عام 1941، وذلك حسبما ذكر في كتاب «خبايا القاهرة» لأحمد حافظ، وهو كاتب مجهول الهوية والنسب، إلا أن الكاتب الصحفي يوسف الشريف، عثر على نسخة خطية من الكتاب، وعرضها في كتابه «مما جرى بر مصر».