رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هنا قصر محمد صدقي».. حدوتة مقرات جامعة القاهرة في المحروسة

جريدة الدستور

قبل 109 أعوام خرجت فكرة إنشاء الجامعة المصرية إلى النور وأصبحت واقعًا ملموسًا كجامعة أهلية فى حفل مهيب أقيم بقاعة مجلس شورى القوانين يحضره الخديو عباس حلمي الثاني وبعض رجالات الدولة وأعيانها، إلا أن البحث عن مقر للجامعة كان أزمة ظلت لفترة حتى بناء المقر الحالي فى الجيزة بعد تغيّر اسمها. تعددت مقار الجامعة قبل بناء مقرها الحالي بميدان النهضة بالجيزة، ما بين قاعات مجلس شوري القوانين ونادي المدارس العليا ومقر الجامعة الأمريكي الحالي إلى قصر محمد صدقي إبّان الحرب العالمية الأولي. فى ذكرى إنشاء الجامعة المصرية (القاهرة حاليًا) حاولت «الدستور» الوصول إلى قصر محمد صدقي، الذي أصبح مقرًا للجامعة بعد الحرب العالمية الأولى للوقوف على هيئته ومساحته ومعرفة مصيره بعد مرور 99 عامًا على هجرته من الطلاب. بين أروقة منطقة وسط البلد اختفت معالم قصر محمد صدقي ولم يتبق منه سوى اسم شارع صغير يحمل اسمه متفرعًا من شارع الفلكي، لا يدرك أحد من كبار السن المتواجدين فى محيط المنطقة أي وجود لمقر جامعة القاهرة السابق. بدأت الدراسة فى الجامعة وكان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد، وكانت المحاضرات تلقى فى قاعات متفرقة كان يعلن عنها فى الصحف اليومية كقاعة مجلس شورى القوانين، ونادى المدارس العليا، ودار الجريدة حتى اتخذت الجامعة لها مكانًا فى سراى الخواجة نستور جناكليس الذي تشغله الجامعة الأمريكية بالتحرير حاليًا. ونتيجة للمصاعب المالية التي تعرضت لها الجامعة خلال الحرب العالمية الأولى انتقل مبناها إلى سراى محمد صدقي بميدان الأزهار بشارع الفلكي اقتصادًا للنفقات، حتى بدأت الجامعة عام 1928 فى إنشاء مقار دائمة لها فى موقعها الحالي الذي حصلت عليه من الحكومة تعويضًا عن الأرض التي تبرعت بها الأميرة فاطمة إسماعيل بنت الخديو إسماعيل للجامعة. وتغير اسم الجامعة المصرية فى 23 من مايو 1940 إلى جامعة فؤاد الأول، وبعد إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية صدر مرسوم بتعديل اسمها من جامعة فؤاد الأول إلى جامعة القاهرة.