رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث سوري يفجر قنبلة: «أدونيس» يمتدح محمد بن عبد الوهاب

أدونيس
أدونيس

لا يختلف اثنان اليوم علي أن العمليات الإرهابية، وكل نقطة دم سفكت بإسم الله ونصرته٬ منذ أكثر من مائة وخمسين عاما٬ كان المسئول الأول والأخير عنها هو الأفكار المتزمته المتشددة التي أنتجها "أحمد بن حنبل"، ورسخ لها "محمد بن عبد الوهاب" مؤسس الوهابية عراب الجماعات التكفيرية، والأفكار المتطرفة بشتي تلوينها وإتجاهاتها .

إلي هذا الحد طبيعي ومفهوم٬ لكن المفاجأة التي فجرها الباحث السوري، نبيل فياض، عبر صفحته الشخصية علي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، كانت صادمة بل أشبه بالقنبلة تتلخص في أن مواطنه الشاعر علي أحمد سعيد، المعروف باسم (إدونيس) شارك زوجته خالدة سعيد في تأليف كتاب عن الأب الروحي للجماعات الدينية المتطرفة٬ ضمن سلسلة كتبه المعنونة بديوان النهضة٬ الصادرة في بيروت سنة 1983، عن دار العلم للملايين، خصصها لأبرز وجوه النهضة العربية الحديثة من ضمنها عبد الرحمن الكواكبي٬ معروف الرصافي ومحمد عبده وجميل صدقي الزهاوي جنبا إلي جنب ومحمد بن عبد الوهاب !

كتب فياض: «هل تصدّقون أن أدونيس الذي لطش معظم أفكار كتابي المراثي امتدح يوماً الوهابية ومؤسسها ؟»

وعندما توجهت الدستور إليه بالسؤال عن حقيقة الأمر قال فياض في تصريحات خاصة: «أولاً: كتبي لا تنتج بسبب علاقاتي الأمريكية، لأن من ينتج كتبي حتى في الغرب هو عربي؛ ثانياً: لم أسع قط أن يكتب عني في الغرب أو أن أدعى إلى جامعاته، تصلني الدعوات فألبيها بكل تواضع؛ ثالثاً: لا توجد طائفة ورائي؛ والطائفة السنيّة التي أنتمي إليها إرثياً هي عموماً الأكثر عدائية لأعمالي وأفكاري وربما لشخصي؛ رابعاً: لم أنتم قط لحزب كان يمكن أن يقف ورائي؛ بل كان البعثيون أكثر عدائية لكتاباتي وشخصي من الجماعات الإرهابية؛ وبعض كتبي مثل "الجمل" تمت مصادرته في عز نجاحه؛ وكتابي "المراثي" أدى إلى سجن من يبيعه وإلى دعوى لسجني في بيروت زمن رفيق الحريري؛ خامساً: ما يزال ناشر كتابي الجمل يعاني حتى اليوم من الاستدعاءات وهو مطالب بدفع مبلغ كبير في لبنان؛ وبالمناسبة أشكر السيد وئام وهاب لأنه هو من وكّل محامياً لصديقي الناشر وقت تخلّى عته الجميع؛ سادساً: كتابي "ام المؤمنين" أوصل ناشره اللبناني الجنوبي إلى الخطف والتعذيب!».

سابعاً: كتابي أم المؤمنين أدى بناشره المصري في السودان إلى السجن والجلد والغرامة غير المعقولة؛ ولولا تدخّل عمرو موسى مشكوراً لسكن الناشر في السجن؛ ثامناً: مجموعة كتبي الدين المقارن أدت إلى إسقاط الوزير منصور الصباح في الكويت؛ تاسعاً: حين نشرت كتابي النصارى اضطررت لوضع اسم شخص آخر لا علاقة له بالعمل كي أحصل على موافقة وزارة الإعلام؛ عاشراً: صديق مشترك لي ولأدونيس اسمه شاهر خضرة هو من كشف لي بالتفصيل الممل ما أخذه أدونيس من عملي المراثي؛
أخيراً:

يكفيني فخراً أني ما زلت أقاوم الوهابية والإخوانية منذ أكثر من ربع قرن؛ ورفضت بالمطلق مجرّد فكرة البقاء في قطر مطلع عام 2013. وكلّه مسجّل بالصوت والصورة، رغم مغريات الفكرة.. أعطوني ظروف أدونيس ... وخذوا ما تشاؤون!

وأكد: «نحن في منطقة تحرّم الفكر والتفكير ومع ذلك لم نقبل قط بالتنازل للبترودولار!!».

وفي بحثنا عن حقيقة ما كتبه الباحث نبيل فياض وجدنا سيل من مقالات لكتاب ومثقفين سوريين٬ تناولوا الموضوع ومنهم الكاتب سعود المولى في مقال له بعنوان : «عن مديح أدونيس للوهابية»، جاء فيه:
من المفيد اليوم قراءة الكتاب الذي أصدره أدونيس (بالاشتراك مع زوجه خالدة سعيد) بعنوان: (الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب)، وذلك من ضمن سلسلته المسماة (ديوان النهضة). فهو يعترف بداية بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان مفكراً وإماماً نهضوياً كبيراً!!

وفي افتتاحية مجلة الآداب البيروتية كتب الدكتور سامح أدريس: «كيف تُدْرج، يا عزيزي، الإمام بن عبد الوهاب ضمن (فكر النهضة)، وهو الذي حرّم أنواعاً من الموسيقى، وسوّغ الحجاب، وأفتى بما لا يحصى من الممارسات الرجعية.. إلاّ إذا كانت الرجعية مرادفةً للنهضة؟».