فوبيا إيران.. عن الذي يخفيه روحاني لدول الخليج

استبق الرئيس الإيرانى حسن روحانى جولته فى دولتى الكويت وسلطنة عمان بتصريحات ركز فيها على ما سماه «فوبيا إيران» التى تعانى منها بعض الدول العربية، وكذلك سوء الفهم المسيطر على هذه الدول فى كل ما يتعلق بطهران، داعيًا إلى إزالته لمصلحة الجميع.

من حق «روحانى» أن يقول ما يشاء، ومن حقه أن يدعو إلى ما يريد، لكن ليس من حقه أن يعتقد أننا يمكن أن نصدق كل ما يقوله، فما أبداه ليس إلا كلامًا دبلوماسيًا عقيمًا لا يمكن الاعتداد به، فالعبرة بما يحدث على الأرض.

وما يحدث على الأرض فعليًا يشير إلى أننا أمام سياسة «أيادى طويلة»، تمدها إيران إلى كل مكان تستطيع أن تصل إليه، راغبة فى تحقيق حلمها بالسيطرة، ليس على دول الخليج وحدها، ولكن على الدول العربية كلها، وهو ما يحاول روحانى إخفاءه من خلال كلام سياسى دبلوماسى لا يقدم ولا يؤخر.

لقد أثبتت التجربة العملية أن إيران تتحرك بدأب لبسط نفوذها على جيرانها العرب، وهو ما يجعلنا نتشكك فى كل ما يقوله روحانى، فلا أحد يعانى من فوبيا تجاهه أو تجاه دولته، فهناك خطر حقيقى تمثله إيران، ليس على المستوى السياسى فقط ولكن على المستوى الفكرى أيضًا، وعليها إذا أرادت أن يطمئن لها جيرانها أن تنزع عنها ثوب الحَمَل الذى ترتديه كذبًا، وتعلن عن نواياها وخططها. لا أعيب على الدول العربية التى تأخذ من إيران عدوًا واضحًا، وأتعجب ممن يريدون نسج علاقات طبيعية معها، رغم أن الغيوم هى سيدة الموقف فى العلاقات مع دولة الملالى، التى تريد أن تستعيد أمجادها دون النظر إلى متغيرات الواقع ومقتضيات السياسة.