رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيسة وزراء بريطانيا تؤكد عزم بلادها إقامة شراكة سياسية واقتصادية مع الخليج

رئيسة وزراء بريطانيا
رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي

أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي عزم بلادها ـ بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ـ أن يكون لها دورا فاعلا في النظام العالمي من خلال بناء تحالفات جديدة وإقامة شراكة سياسية واقتصادية مع الدول الصديقة خاصة دول الخليج العربية.
وقالت في كلمة لها أمام القمة الخليجية البريطانية الأولى التي عقدت اليوم بالمنامة أنا عازمة بعد الخروج من الاتحاد الأوربي للخروج للعالم وتشكيل دور عالمي كبير لبلادي، من خلال بناء تحالفات جديدة ولكن الأهم العمل سويا مع أصدقائنا في الخليج الذين وقفوا بجانبنا عبر القرون.
وأضافت أن أننا نواجه تحديا الآن أكثر من أي وقت مضى لانتشار الإرهاب في أبشع صوره ولا تنفرد به هذه المنطقة فنحن أيضا مهددون، ومن أجل أمننا المشترك، تسعى المملكة المتحدة لتأكيد العلاقات التاريخية القيمة وتجديد الشراكة الأساسية لمستقبلنا المشترك.
وقال جئت اليوم إلى المنامة لمخاطبة قادة دول مجلس التعاون، ورسالتي لهم هي البدء في بناء فصل جديد في علاقات التعاون وتعزيز العلاقات الاستراتيجية قائمة على الشراكة الحقيقية والالتزام الدائم بين بلداننا وشعوبنا ومن خلال هذه العلاقات سيكون بوسعنا التغلب على تلك التحديات الكبيرة التي تواجه أمننا .
وأضافت أمن الخليج هو أمننا، فالمتطرفون يخططون هجماتهم الإرهابية ليس هنا في هذه المنطقة فحسب بل كما شاهدنا يستهدفون الشوارع في أوروبا أيضا.. مؤكدة أن بريطانيا أكثر الدول التزاما في الحرب ضد إرهاب القاعدة أو داعش .
وقالت: اليوم يقدم رجالنا ونساؤنا في جيوش المملكة المتحدة أرواحهم ضمن البعثة الدولية ضد داعش في العراق وسوريا، ونحن نحرز التقدم، ونشاهد العمليات الحالية في الموصل حيث أصبح وجود داعش في الموصل، أيامه معدودة.
وقالت نحن من خلال علاقاتنا الوثيقة في مكافحة الإرهاب، نحرز النجاح في إحباط المخططات الإرهابية وشتى التهديدات ضد المواطنين في بلداننا، فمثلا، ساعدتنا المعلومات الاستخبارية من المملكة العربية السعودية من إنقاذ مئات الأرواح في المملكة المتحدة.
وأضافت نحن لا نركز على التطرف العنيف وحده بل على نطاق واسع من التطرف العنيف وغير العنيف داخل وخارج بلادنا ونحن لا نلاحق الإرهابيين فحسب ولكننا نعمل على معالجة أسباب هذا التطرف من خلال مواجهة أيدلوجية التطرف ومن يقوم بنشرها.
واستكملت: بينما نقوم بالتصدي للتهديدات على أمننا لا بد لنا من الاستمرار في مواجهة الدول التي من خلال تأثيراتها تفاقم عدم الاستقرار في المنطقة، ولذا أنني أود أن أؤكد لكم أنني مفتوحة العينين حيال التهديد الذي تمثله إيران للخليج والشرق الأوسط على نطاق واسع.
وأضافت : إن المملكة المتحدة ملتزمة نحو الشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج وتعمل معكم للتصدي لذلك التهديد، لقد أوقفنا قدرة إيران على الحصول على السلاح النووي لعشر سنوات قادمة، كما تمخض عن الاتفاقية معها إزالة 13.000 جهاز طرد مركزي مع البنيات الأساسية والتخلص من مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمائة وذلك بموجب الاتفاقية التي عقدناها مع إيران.
وقالت إن ذلك كان حيوياً ومهماً من أجل أمن المنطقة ولكن لا بد لنا من العمل سويا لردع تصرفات إيران العدوانية في المنطقة سواءً كان ذلك في لبنان، اليمن، سوريا، أو الخليج نفسه.
وأضافت لا بد لنا كذلك من الاستمرار في العمل المشترك لتحقيق تسوية عادلة وشاملة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني والبناء على الجهود بما في ذلك المبادرة العربية للسلام وبذلك كافة الجهود للتوصل لسلام دائم بناء على أساس حل الدولتين، وسيظل هذا هو الأصل لتحقيق الأمن والرخاء في منطقة الشرق الأوسط على المدى البعيد.
وأشارت إلى انه في السنوات الأخيرة احتفظنا بقدرتنا على الدفاع عن مصالحنا المشتركة حينما قمنا بنشر القدرات الدفاعية البريطانية في المنطقة كما فعلنا ذلك حينما وقع غزو صدام حسين للكويت وسنواصل في ذلك من خلال تواجد سفينة صاحبة الجلالة (السفينة الحربية أوشان) والتي زرتها بالأمس هنا في البحرين.
وأكدت التزام بلادها الدائم والمستمر نحو أمن الخليج على المدى البعيد.. وقالت وسنقوم بالاستثمار في القدرات الدفاعية وإنفاق أكثر من 3 مليارات جنيه استرليني على مدى العشر سنوات القادمة وزيادة إنفاقنا الدفاعي في الخليج أكثر من أي منطقة أخرى.
وأشارت إلى أنه بعد تشييد سفينة صاحبة الجلالة (السفينة الحربية الجفير)، وبفضل كرم مملكة البحرين سوف ننشئ تواجدا دائما في المنطقة.. مشيرة إلى أنه في نفس الوقت في مركز التدريب الأرضي في عمان يتم التأسيس للتواجد العسكري البريطاني المستديم في المنطقة.
وأعلنت عن أن أكبر تمرين عسكري بريطاني عماني مشترك سيبدأ في 2018 ولمدة 15 عاما.. وقالت سوف نعمل أكثر من ذلك على تعميق تعاوننا الدفاعي من خلال الشراكة الاستراتيجية الجديدة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي من خلال دعم وتطوير القدرات الدفاعية بما فيها التخطيط للعمليات الإنسانية والاستجابة للأزمات.
وقالت إنه ضمن تأسيس القوات الدفاعية الجديدة في دبي وبالتعاون ضمن الأنشطة الإقليمية هنا في البحرين سوف نعين ضابطا عسكريا متخصصا للتعاون مع وحدة التخلص من القنابل في وزارة الداخلية وإدارة المسرح والدعم والتدريب.
كما سنقوم بتأسيس مجموعة العمل المشترك الجديدة لمكافحة الإرهاب وأمن الحدود والحوار في شأن الأمن القومي على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي لحماية البنيات التحتية الحيوية وتيسير سرعة تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن المقاتلين الإرهابيين المشبوهين وتنفيذ أجهزة فحص المسافرين للكشف عن الإرهابيين الذين يحاولون العبور من خلال مطارات دول مجلس التعاون.
وقالت : وبما إن أعداءنا يستغلون الإنترنت بشكل متزايد ضدنا سوف نقوم بتوظيف خبراتنا في تكنولوجيات أمن المعلومات وبناء قدراتنا وقدرات شركائنا في هذا المجال.. ولذلك سنقوم بتعيين خبير أمن الشبكات المعلوماتية الذي يتمتع بالخبرات العلمية والعملية الواسعة ممن عملوا في المملكة المتحدة لسنوات للعمل في تقديم الاستشارات لدول الخليج لتطوير قدراتها بالإضافة لممثل من شركات صناعة أمن المعلومات للعمل في المنطقة على بناء جسور التواصل بين المملكة المتحدة ودول الخليج.
وأضافت وبتلك الطرق أنني عازمة على أن تكون المملكة المتحدة في طليعة الجهود الغربية لتعزيز شراكتنا الدفاعية وفي أمن المعلومات.. كما سنقوم بتزويد المزيد من الاستقرار والأمن لحماية النظم المعلوماتية من أجل رخائنا المشترك، حينما أتأمل في نمو المنطقة خلال السنوات الخمسين الماضية، بداية من تحول دبي لتصبح ثالث أكبر سوق للمملكة المتحدة في منطقة الخليج، لن أنسى أن مصدر هذا الرخاء والاستقرار هو العلاقات بين الخليج والغرب، وفي ظل فترة الاضطراب والشكوك يحين الوقت لإعادة تعزيز هذه العلاقات.
وقالت إن دول الخليج تعتبر سوقا خاصا بالنسبة للمملكة المتحدة، ففي العام الماضي وحده بلغ حجم التبادل التجاري بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي أكثر من 30 مليار جنيه أسترليني.. وفي نفس الوقت استثمارات الخليجية تساعد المملكة المتحدة في إحياء المدن من (أبردين) حتى (تيسايد) ومن (مانشستر) حتى (لندن).
وأضافت: أنا عازمة على فعل كل ما هو ممكن للبناء على ذلك وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات لمستوى أكثر طموحاً.. ولذلك سوف أواصل العمل الذي قادته المملكة المتحدة على مدى الثلاثين عاما المنصرمة لجعل لندن عاصمة التمويل الإسلامي أكثر من أي مكان آخر حول العالم. وبينما ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي نسعى لإحداث قفزة للأمام ونتطلع لنصبح المدافع الأكبر عن التجارة الحرة على مستوى العالم.
وقالت لقد تفقنا مع دول الخليج على إنشاء مجموعة العمل المشترك لبحث كيفية إزالة الحواجز أمام التجارة واتخاذ خطوات لتحرير الاقتصادات من أجل الرخاء المشترك.. على سبيل المثال لقد توصلنا لاتفاقية جديدة مع المملكة العربية السعودية للسماح للشركات البريطانية باستصدار التأشيرات لخمس سنوات في المرة الأولى وخلق فرص جديدة لزيادة التبادل التجاري.
كما اتفقنا على استضافة المملكة المتحدة في مارس القادم لفعالية بعنوان (التحول الوطني الخليجي والتنوع الاقتصادي في مانشون هاوس وهي دار للتمويل والتجارة عبر القرون في قلب مدينة لندن...هذه الخطوات بالضبط هي الإجراءات التي يمكننا أن نطبقها سوياً لإحراز التقدم في كل شيء وهذا ممكن من خلال العمل التجاري لمصلحة اقتصاداتنا وبالتالي مصلحة جميع مواطنينا.
وقالت إن المملكة المتحدة ستشارك في فعالية معرض دبي أكسبو 2020 استمرارية للتقليد الذي بدأ من بريطانيا في المعرض الكبير والأشغال والصناعات لكل الأمم في حديقة هايد بارك منذ عام 1851..وسوف يتيح معرض دبي 2020 فرصة تجارية كبرى بمشاركة أكثر من 180 دولة والمتوقع أن يزوره أكثر من 25 مليون زائر.