رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تراجع.. مصر عازمة على اتخاذ الإجراءات لإدانة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

محكمة العدل الدولية
محكمة العدل الدولية

نفى مصدر رفيع المستوى، السبت، تراجع مصر عن الانضمام لجنوب إفريقيا فى دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، حسب قناة «القاهرة الإخبارية».

وأكد المصدر أنه لا صحة لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية بشأن تراجع مصر عن الانضمام لجنوب إفريقيا فى دعواها المرفوعة ضد إسرائيل بمحكمة العدل الدولية، مشددًا على أن مصر عازمة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانة الممارسات الإسرائيلية أمام محكمة العدل الدولية.

وأكد خبراء وباحثون مصريون وفلسطينيون أهمية إعلان وزارة الخارجية دعم مصر رسميًا دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر فى انتهاكات إسرائيل اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية فى قطاع غزة.

وقالت الدكتورة تمارا حداد، الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية، إن دعم جمهورية مصر العربية له دلالات سياسية وقانونية، أهمها أن مصر لن تكل ولن تمل من استمرار دعمها المطلق للشعب الفلسطينى.

وأوضحت أن هذا الإجراء يشير إلى أن مصر استخدمت كل الطرق الدبلوماسية لوقف إطلاق النار على قطاع غزة وضد المدنيين الفلسطينيين، خاصة فى رفح، فى ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلى على فرض السيطرة الأمنية والعسكرية على جميع أنحاء القطاع، متذرعًا بالقضاء على حماس، لكن غالبية الضحايا من المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال.

وتابعت: «لم تنجح الطرق الدبلوماسية فى إقناع الاحتلال بإنهاء السيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطينى ومنع دخول المساعدات الإنسانية لمواطنى القطاع».

وقالت: «بعد فشل الخيار الدبلوماسى لجأت مصر للمسار القانونى لوقف تلك الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين، وهذا يعنى أن مصر تحولت من وسيط وضامن لوقف إطلاق النار على قطاع غزة إلى خصم بسبب تعنت الاحتلال، كون مصر ضاقت ذرعًا بسبب مماطلة الاحتلال فى الوصول إلى نقطة التوافق بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وإفشال الهدنة والورقة المصرية التى قدمتها لوقف إطلاق النار فى غزة».

وأضافت: «لجأت مصر لدعم جنوب إفريقيا فى دعواها أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل تفاديًا لتطور وتوسيع الحرب الحالية من القطاع إلى المنطقة الشمالية، وأيضًا تفاديًا لتجويع عدد كبير من المواطنين الفلسطينيين بسبب إغلاق معبر رفح البرى من الجانب الفلسطينى إضافة إلى إغلاق معبر كرم أبوسالم».

وأكدت «حداد» أن مصر لديها القدرة على الضغط القانونى لامتلاكها أدلة حول ما يحدث داخل القطاع، تحديدًا فيما يتعلق بالبعد الإنسانى الذى تحول لكارثة إنسانية حقيقية عميقة بسبب الإغلاق المطبق للمعابر ومنع دخول المساعدات.

وأشارت إلى أن انضمام مصر للدعوى سيشجع دولًا أخرى على تقديم دعم أكبر لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى فيما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية، والتوصل لقرار يفرض وقفًا فوريًا لإطلاق النار.

وأكد أحمد السيد، الباحث بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن دلالة الخطوة المصرية تأتى فى إعلان القاهرة دعمها دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام المحكمة الدولية، خاصة أن مصر كانت تحرص على ضبط النفس كوسيط بين إسرائيل وحماس خلال الشهور السابقة.

وأضاف، لـ«الدستور»، أن هذه الخطوة جاءت لتبرهن على عدد من الأمور، منها أن هذا الإعلان جاء فى ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين فى غزة، واستهداف البنية التحتية ودفع الفلسطينيين للنزوح، ما أدى إلى خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وأشار «السيد» إلى أن هذا التحرك جاء أيضًا بعد فشل مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة التى تستضيفها القاهرة، وتراجع جهود الوساطة، نتيجة التعنت الإسرائيلى.

واعتبر الباحث فى المركز المصرى أن هذه الخطوة تهدف للضغط على إسرائيل للتراجع عن عملية اجتياح رفح، حيث يُمثل اجتياح الجيش الإسرائيلى رفح تهديدًا مباشرًا لأمن مصر القومى.

وقال إن التدخل المصرى سيضيف وزنًا وزخمًا للدعوى التى أقامتها جنوب إفريقيا، حيث إن مصر هى الوسيط والشاهد الأول على كل ما يحدث من انتهاكات؛ لكونها المنفذ الوحيد لغزة، وهى من تعمل على متابعة إدخال المساعدات الإنسانية.

واختتم: «لا شك فى أن الإعلان المصرى سيزيد من الضغوط الدولية على إسرائيل، حيث يمكن تحقيق ما لم يتحقق من خلال المفاوضات، وذلك بزيادة الضغط عليها فى المرحلة المقبلة».

ورأى جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، خطوة انضمام مصر إلى الدعوى المقدمة من جنوب إفريقيا ضد دولة الاحتلال الإسرائيلى أنها خطوة مهمة للغاية.

وأوضح أن مصر دولة ذات مكانة كبيرة على المستوى الدولى، وبالتالى سوف يشكل انضمامها حافزًا كبيرًا لانضمام دول عدة إلى الدعوى لتعزيزها وتقديم كل الأدلة من قبلها ضد جرائم إسرائيل المخالفة للقانون الدولى، إضافة إلى أن جمهورية مصر العربية هى دولة حدودية مع قطاع غزة وعلى صلة مباشرة بالأحداث.

وتابع: «سيكون فى جعبة مصر الكثير من الأدلة التى قد لا تتمكن من الوصول إليها دول أخرى، إضافة إلى توثيق الانتهاكات الجسيمة التى ترتكبها إسرائيل فى مخالفة واضحة لاتفاقية السلام مع مصر».