رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى اثنين من قديسيها

الكنيسة البيزنطية
الكنيسة البيزنطية

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى القدّيسَين المعادلَي الرسل مثوذيوس وكيرلّس معلّمَي الصقالبة، والقدّيسان كيرلس ومثوذيوس، أصلهما من تسالونيكي.

جاء كيرلس القسطنطينيّة وكان اسمه قسطنطين والتحق بجامعتها وكان على رأسها العلاّمة فوتيوس. وعندما غادرها هذا الأخير للسلك الإداري في الدولة، خلفه كيرلس. غير انه ما عتّم ان هجر أمجاد العالم، فرسم شماساً وانقطع إلى الله في الحياة الرهبانية. 

وفي أثناء ذلك كان أخوه مثوذيوس قد انتخب رئيساً لأحد الأديرة الكبيرة في اليونان. في سنة 862 أرسل الأمير راتيسلاف المورافي سفارةً إلى العاصمة للتفاوض والمسؤولين فيها في بعض الأمور السياسية والدينية، وأهمّها بعثة من المرسلين البيزنطيين إلى بلاده. فعين البطريرك فوتيوس الأخوين كيرلس ومثوذيوس لهذه المهمة الرسولية في مورافيا، سنة 862. ولكي ينشر المرسلان الكتاب المقدس والليتورجية الإلهية بين الشعوب السلافية، عكفا على اختراع أبجدية سلافية. واستعملا اللغة السلافية للكرازة والطقوس الدينية، فكان ذلك من العناصر الأكثر فاعلية في نجاح رسالتها. انتقل كيرلس إلى الله في رحلة قام بها إلى روما، إذ كان الحبر الروماني عازماً على ترقيته إلى الأسقفية. في أيامه الأخيرة ارتدى الثوب الرهباني، واتخذ اسم كيرلس، فعرف به دون قسطنطين.

أما أخوه مثوذيوس فرسم أسقفاً سنة 869-870، وشملت ولايته البلاد السلافية في الشمال والشرق. في تلك السنة عينها، إثر سقوط الأمير راتيسلاف، القي القبض عليه وسجن، بعد إن مثل أمام مجمع أساقفة بافاريين، انّبه لاستعماله اللغة السلافية في الليتورجية الإلهية وثلم حقوق الكنيسة الجرمانية. إلا إن الأسقف مثوذيوس رفع أمره إلى الكرسي الرسولي في روما، فنصره (سنة 873). مع ذلك فقد حظر عليه استعمال اللغة السلافية في الليتورجية، وحصر استعمالها في الوعظ فقط. وإذ خرج من السجن، عاد إلى عمله الرسولي بحمية أكثر. وفي سنة 880 سافر إلى روما ودحض ما كان يشكى به وبلغ إلى اعتراف الحبر الروماني باللغة السلافية لغة ليتورجية رسمية. 

وفي سنة 881 جاء القسطنطينيّة، فاستقبله في حفاوة وإكرام وقدرٍ لعمله الإمبراطور والبطريرك فوتيوس. ثم رجع إلى كرسيه، وفي وسط شتى المصاعب والصدمات، خصّ السنين الأخيرة من حياته لنقل الكتاب المقدس كله، وبعض المؤلفات القانونية ومنتخبات من آباء الكنيسة، من اليونانية إلى السلافية. وانتقل إلى الله في سنة 884.

وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن الصّلاة المسيحية هي صلاة باسم الابن. فإن اكتفى القديس لوقا بالتّلميح إلى وجهة صلاة الابن والأبناء، غير أنّ القدّيس يوحنّا أوضح هذا الأمربشكلٍ لافت في إنجيله.  إنّ "الصلاة باسم الابن" ليست بالصيغة السهلة، فهي ليست بكلماتٍ فقط. فَلِكَي يدخل إلينا هذا الاسم، يجب علينا أن نتقبّل سياقًا معيّنًا من البحث، وتقبّل طريق الارتداد والطهارة، الذي يجعل منّا أبناء، أي تحقيق المعمودية بتوبةٍ مثابرة. هكذا نجيب على دعوة الرب: "وأَنا إِذا رُفِعتُ مِنَ الأَرض جَذَبتُ إِلَيَّ النَّاسَ أَجمَعين".

عندما نردّد العبارة الليتورجيّة "بالمسيح يسوع، ربنّا"، يكون كل هذا اللاهوت حاضرًا. ويومًا بعد يوم، تدعونا هذه الكلمات إلى طريق الاقتداء بالرّب يسوع المسيح، عن طريق المعمودية، أي طريق الارتداد والتوبة.